القمة العربية الـ34 في بغداد: نجاح القمة تكلل بتفعيل دور العراق على خارطة العمل العربي وتعزيز دوره بهدف الوصول إلى التضامن العربي وسط تحديات إقليمية
رافدين نيوز – وكالات
يعد انعقاد القمة الثالثة والأبعون في بغداد حدثًا بارزًا، يعكس عودة العراق إلى واجهة العمل العربي المشترك بعد سنوات من التحديات الأمنية والسياسية. وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن العراق يسعى إلى تعزيز دوره المحوري في المنطقة، والمساهمة في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط عبر سياسة خارجية متوازنة ومبادرات تنموية وشراكات استراتيجية.
شهدت العاصمة العراقية بغداد، يوم السبت 17 مايو 2025، انعقاد القمة العربية الرابعة والثلاثين، بمشاركة قادة وزعماء الدول العربية، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي. وكان من بين الحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أكد رفضه للتهجير المستمر لسكان غزة، ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الأزمة الإنسانية في المنطقة. كما شارك رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي شدد على ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، وتعزيز الحوار العربي الأوروبي لحل النزاعات الإقليمية.
ناقش القادة العرب عدة قضايا بارزة، من بينها القضية الفلسطينية، الأوضاع في سوريا ولبنان، والتطورات في ليبيا واليمن والسودان. البيان الختامي أكد على رفض تهجير الفلسطينيين، ودعا إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما شدد على أهمية حل الدولتين، ودعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
فيما يتعلق بسوريا، رحبت القمة برفع العقوبات الأميركية والأوروبية، ودعت إلى حوار وطني شامل يضم جميع مكونات الشعب السوري. أما لبنان، فقد أكدت القمة على ضرورة الحفاظ على أمنه واستقراره، ووقف الأعمال العدائية، مع الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701.
بالنسبة للسودان، شدد البيان على ضرورة تشكيل حكومة مدنية مستقلة للحفاظ على وحدة البلاد ومؤسساتها الوطنية. كما دعا إلى خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ودعم الحوار الوطني لحل الأزمة هناك.
القمة تناولت أيضًا أمن المياه العربي، حيث أكدت على دعم حقوق مصر والعراق والسودان وسوريا في مواردها المائية. كما جددت التأكيد على سيادة الإمارات على جزرها الثلاث، داعية إيران إلى حل النزاع بالطرق السلمية.
كما كان أبرز محاور القمة
تناولت القمة عدة ملفات رئيسية، كان أبرزها:
- القضية الفلسطينية: تصدرت جدول الأعمال، حيث أكد القادة العرب دعمهم لحل سياسي شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض التهجير المستمر لسكان قطاع غزة.
- الأزمات الإقليمية: ناقشت القمة الأوضاع في ليبيا، سوريا، اليمن، والسودان، مع التركيز على الحلول السياسية التي تحفظ وحدة وسيادة الدول العربية.
- التعاون الاقتصادي والتنمية: ركزت القمة التنموية الخامسة، التي انعقدت بالتزامن مع القمة السياسية، على تعزيز التكامل الاقتصادي العربي، ودعم التجارة البينية، وتشجيع الاستثمار في التنمية المستدامة.
إعلان بغداد
اختتمت القمة بإصدار “إعلان بغداد”، الذي شدد على أهمية التضامن العربي، وضرورة تنسيق المواقف السياسية والتنموية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. كما حثّ القادة العرب من بغداد المجتمع الدولي على “تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني” لإعادة إعمار غزة، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رغبة بلاده بـ”امتلاك” القطاع. وطالبوا كذلك في البيان الختامي للقمة “بوقف فوري للحرب في غزة” و”ضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة” إلى القطاع، مناشدين مجلس الأمن الدولي بـ”اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين … ووضع سقف زمني لهذه العملية”
