كلمة متواضعة بحق الموسيقار والمغني الكبير إيوان أغاسي
بقلم الكامل زومايا
منعت اغانيه في ايران ولم تنصفه الحكومة العراقية
توفي يوم الثلاثاء الماضي 17 /ايلول 2024 المطرب الآشوري إيوان أغاسي عن عمر ناهز 79 سنة في بلاد المهجر/ الولايات المتحدة الامريكية والمبدع الراحل من مواليد 25 ايلول /1945 كرمنشاه / ايران…
ابدع بصوته الشجي باللغتين الفارسية والسريانية وفي عام 1959 سجل العديد من الاغاني في الاذاعة الوطنية الايرانية وعمل مع الملحنين والمؤلفين الايرانيين ، وفي بداية السبعينيات من القرن الماضي دعي للمشاركة في الحفلات الموسيقية في الولايات المتحدة الامريكية حيث عرف عن الراحل ايوان اغاسي الى جانب الغناء بأنه كان عازفا على آلة الكيتار والبيانو من الطراز الاول وفي نهاية السبعينيات انتقل ليعيش في الولايات المتحدة الامريكية / شيكاغو …
تعد اغاني الراحل ايوان اغاسي الى جانبه اخيه الشاعر القدير كوركيس أغاسي مصدر الهام واتقاد للشعور القومي لأبناء شعبنا ، كما كانت اغانيه احدى ادوات تهذيب السنتنا الى جانب تعلم اللغة السريانية الفصحى ونهلنا الكثير من الكلمات والمعاني من لغة الأم التي كانت مجهولة وخاصة في مرحلة اصبحت الكلمات الدخيلة هي السائدة بسبب ممارسة النظام الديكتاتورية في تعريب جميع القوميات غير العربية في العراق، تلك المرحلة كانت عنوان للعنصرية في ظل النظام البائد ، ومع كل العذابات في تلك المرحلة ، ظل صوت الراحل أغاسي الشجي مع رقة احساسه وعمق معاني القصائد المغنات جعلت الشبيبة تبحث عن المعاني واصول الكلمة حيث انتشرت اغانيه في سهل نينوى وعموم العراق كالنار في الهشيم ….
لقد تغنى بحضارة وتاريخ بلاد ما بين النهرين وأمجاد الامبراطورية البابلية الآشورية ، وكانت أغانيه خير دافع لتأجيج النضال في صدور الشبيبة الكلدانية السريانية الآشورية في عموم العراق وخاصة في سهل نينوى الحصن الأخير لشعبنا ….
كان الراحل أغاسي مدافعا أمينا لقضايا امته ومتواصل مع همومها ومطالبها السياسية ، حيث كان يواكب الاحداث المريرة في حياة شعبنا ابان الحرب العراقية الايرانية وفرض التجنيد الاجباري للطلبة في 1983-1984 وقد ترجم معاناة الطلبة ورفضهم الانصياع للذهاب لمعسكرات التدريب الى اغاني كانت اصوات الشبيبه تصدح بتلك الاغاني مما حدى بالنظام الديكتاتوري بمنع جميع اغاني ايوان اغاني وسحبها من محلات التسجيلات ومراقبة ومعاقبة من يتداولها ….كما كانت اغنياته كالنشيد الوطني تفتتح معظم اذاعات المعارضة العراقية / القسم السرياني وخاصة اغنية الحصادون “خاصده قومون “
كان مواكبا وحاضرا في ضمير امته وتطلعاتها ، فقد فضح المخططات اللئيمة وقصر النظر من قبل بعض الساسة ورجال الدين الذين وقفوا ضد تطلعات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ولم يستثمروا الفرصة التاريخية في حياة شعبنا في نيل حقوقنا، وقد عبر ذلك في اغنيته الشهيرة التي تبتدأ بسلام لمهد الحضارة ( شلاما دركشته مردوتا) …!!
لم تنصفه الحكومة العراقية بعد 2003 لمواقفه الوطنية والانسانية تجاه العراق وتم رفض طلبه في انتاج فلم يوثق حياته ومشواره الفني علما كان الراحل ايوان اغاسي قد منعت اغانيه في ظل النظام الديكتاتوري وكذلك منعت اغانيه في ايران الاسلامية ..!!!
غنى الراحل إيوان أغاسي أكثر من 200 أغنية ناقشت معظمها قضايا سياسية وشعبية ومطلبية الى جانب الأغاني الرومانسية والاجتماعية ….
ارقد بسلام ولروحك السلام الأبدي …
لقد تعلمنا منك ايها الراحل الكثير الكثير وكانت اغنياتك الغذاء الروحي لشعب ادرك الهزيع الأخير من الليل وهو يبحث عن مأوى في وطن كان اسمه بلاد ما بين النهرين ….
إيوان أغاسي الموسيقار والمغني المبدع والانسان في يوم رحيلك ننحني لمشوارك الكبير بكل احترام وتقدير … حقا كفيت ووفيت في زمن انعدم الوفاء
كامل زومايا