بعض من “الكتٌّاب المثقفين” من الكلدان والآشوريين ودورهم السلبي في المجتمع
المثقف أو الكاتب ، عليه أن لا يكون كالببغاء وعليه أن لا يعتمد على ما شاهده بأم عينيه ، بل عليه ان يبحث ويتحرى ويتقصى بكل موضوعية ونزاهة ، وعليه ان يعلم أكثر من غيره “إن حساب الحقل غير حساب البيدر”
كامل زومايا
يعتبر بعض الكتٌّاب ومنهم كتٌّاب الانترنيت بأنهم مثقفي شعبنا وخاصة اذا كان مطلعا على عدد من الكتب التي قرأها أو استشهد كلامه بهذا المفكر او ذاك ولكن ما يميزه عن المثقف الحقيقي ، انه يدعوا دوما للاختلاف على البديهيات المسلم بها كما تدعوا كتاباته للفرقة وتأجيج القضايا الحساسة ذات الطابع المذهبي والتي لا تفيد شعبنا بشيء لا من قريب أو من بعيد، بل ان شعبنا في علاقته الاجتماعية تجاوز تلك المذهبية بالفطرة ولا يحسب لها أي حساب ، الا هؤلاء يحاولون تأجيج ذلك لكسب ود البعض ولمصالحهم الضيقة ، ويعد المثقف الحقيقي هو الذي يؤدي رسالته ويشعر بالمسؤولية تجاه شعبه في ايجاد الحلول لمشكلات شعبنا والاستعداد للتضحية في سبيل تلك المبادئ ، فالمثقف الحقيقي لا يلغي عقله عندما يحضر محاضرة او قراءة كتاب او يشارك في مؤتمر حزبي كما حصل في المؤتمر الأخير للحركة الديمقراطية الاشورية حيث حاول الكاتب ابرم شبيرا تجميل المؤتمر الحزبي واضفاء الديمقراطية والنزاهة على المؤتمر ، ويكاد السبب في ذلك لدعوته للمشاركة بالمؤتمر ، ولهذا نرى تحيزه للقائمين على المؤتمر، حيث كتب مقالة طويلة عريضة بأنه شاهد اعمال المؤتمر واصفا ذلك من خلال فقرة شاهدت وشاهدت وشاهدت على اساس ان المؤتمر كان نموذجيا وحيدا اوحدا في كل شيء حتى في انتخاب وتزكية السكرتير … وهنا نقول اي سذاجة عندما يكتب من يدعي الثقافة معتمدا على مشاهداته …!!! ان المسرحية ذات الفصل الواحد والمعدة سلفا من قبل الواحد الاحد لا تنطلي على المثقف الذي يدري بكل شاردة وواردة في حياة شعبنا وخاصة الانقلابات التي حصلت داخل الحركة الديمقراطية الآشورية في السنوات الاخيرة على الأقل ..
المثقف أو الكاتب ، عليه أن لا يكون كالببغاء وعليه أن لا يعتمد على ما شاهده بأم عينيه ، بل عليه ان يبحث ويتحرى ويتقصى بكل موضوعية ونزاهة ، وعليه ان يعلم أكثر من غيره “إن حساب الحقل غير حساب البيدر” هذه الأمور البسيطة يعرفها الفلاح البسيط ، فكيف انت الذي تتدعي الثقافة، وإن كانت تلك السنابل الطويلة العالية تملأ الحقل ، فأين غلة البيدر بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها الحركة الديمقراطية الآشورية على جميع الصعد الداخلية ( انشقاقات وتكتلات عائلية وانقسامات عديدة) الى جانب الخسائر الكبيرة على الصعيد القومي فلا توجد أي حركة أو حزب أو مؤسسة لها تحالف او تفاهم مع الحركة ، واما الجانب الوطني فحدث بلا حرج من قبول القانون الجعفري في اسلمة القاصر الى خسارة جميع مقاعد الحركة التي فازت بها في اربيل وبغداد قياسا للانتخابات السابقة ..
- الحزب الشيوعي العراقي عقد مؤتمره الحادي عشر في تشرين الثاني 2021 وكان من ضمن مقررات المؤتمر دعوة الذين تركوا الحزب الذين تركوا الحزب لاسباب عديدة منها… تحالف الحزب الشيوعي في 1973 مع البعث / حركة الانصار/ التحالفات بعد 2003 …الخ ، المهم هناك ارادة من المؤتمر بعدم ترك رفاق الحزب الذين ضحوا بالغالي والنفيس بسبب موقف هنا وهناك وفعلا قامت اللجنة المركزية ممثلة بسكرتير الحزب الاستاذ رائد فهمي بلقاءات مع مجموعة من الرفاق السابقين في محافظات الجنوب وبغداد امتثالا لقرار الحزب ومازال العمل مستمرا بهذا النهج… مع العلم ان الذي ترك الحزب اصبح كهلا فنحن نتحدث عن الذين تركوا الحزب منذ الاعوام 1973 و1978 و1991 وحاليا بسبب كتلة سائرون والانسحاب منها ، ولكن مع هذا لم يترك المؤتمر رفاقه، الا ان الحركة الديمقراطية الآشورية لم تفكر بالامر بكوادره وقادة الحزب الذين مازالوا يعملون بعناوين مختلفة وعيونهم ترنوا لتاريخهم في الحركة الديمقراطية الاشورية ، كل هذا لم يشاهده السيد ابرم شبيرا الذين تركوا الحركة قبل عدة سنوات وليس عقود من الزمن والسبب الذي تركوا الحركة مازال قائما ان كان الاداء السلبي وتحديدا سكرتيرها الاستاذ يونادم كنا، علما ان الكثير من الذين تركوا الحركة هم قياديين وكوادر حزبية معروفة …أين كان السيد ابرم شبيرا الذي يدعي انه مثقف مستقل وكاتب حر من كل هذا ، على المثقف ان لا يصبح بوق لأي حزب او مؤسسة او حتى السلطة لانه يغادر صفة المثقف الى صفة المنافق ودور هؤلاء المنافقين ينعكس سلبيا على الحياة السياسية والاجتماعية لشعبنا حيث يولد الاحباط من تلك الاقلام التي تصدعنا في الحديث عن الديمقراطية والنزاهة والاستقلالية ولكن تراها تنقل الصور كما شاهدتها دون تمحيص وبعيدا عن التحليل المنطقي ويلغي عقله ويحاول في ذات الوقت الضحك على شعبنا…
- بعض الكتٌّاب من الكلدان صدعوا رؤوسنا ليل نهار بالاستقلالية وبالكلدان الاقحاح وفي حقيقتهم انهم يناقضون انفسهم بكل شيء ويبدو من عددهم الذي لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة يحاولون ايجاد لهم وظيفة مهما تكون حتى مستشار لحارس في بواب تلك الاحزاب ، ومستعدين ان يصبحوا بوق لهذا او ذاك من الذين يعملون ضد مصالح شعبنا بل ان بعض تلك الجهات تعمل على افراغ العراق من ابناء شعبنا…
المثقف الذي يدعي انه مثقف وبالعراقي الفصيح عيب عليه عندما يختلف مع اي جهة ينقلب 180 درجة في المسائل الفكرية والتاريخية ، ولا أقصد العمل اليومي الذي ممكن ان نختلف عليه على سبيل المثال هناك من كانوا ليوم امس مع الوحدة القومية ومطالب شعبنا وكانوا يتشدقون بوحدة شعبنا وتاريخه العريق فما عدا مما بدا…!!! هذا من جانب ومن جانب آخر منهم يدعون بالكتٌّاب وهم لم يقروأ يوما كتابا واحدا في حياتهم حتى في المسائل التي تغذي غرائزهم المريضة، ومنهم على سبيل المثال الذين قسموا السنة البابلية الاشورية الى السنة الكلدانية البابلية من اين جاؤا بهذا التاريخ ؟؟
المثقف عليه ان لايتحزب بتعصب مقيت بحيث انه لا يرى الا نفسه ، على المثقف ان يتحرر من تلك المواقف التي لها بعد في مغازلة من يريد الفرقة بين ابناء شعبنا ، وهناك من يريد ان يكون له حصة في مزابل الاخرين وليس على موائدهم ، الغريب مثلا البعض منهم الذين اختلفوا مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري لاسباب كثيرة تراهم مباشرة يتقوقع تحت يافطة الكلداني القح ….!!! اي سذاجة هذه الذين يدعون بانهم مثقفين او احزاب “قومية” ؟؟؟
ممكن جدا وهذا من حق اي جهة حزبية تختلف مع هذا او ذاك ولكن على سبيل المثال ما هي علاقة ان تختلف مع ألية عمل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري مثلا أو تختلف مع ألية عمل الحركة الديمقراطية الآشورية أو تختلف مع آلية عمل حزب بيث نهرين الديمقراطي أو احزاب اخرى لكي في اليوم الآخر يتم رفض والعمل ضد الثوابت الاساسية في حياة شعبنا في وحدة المصير والكلمة والمستقبل …؟؟؟؟؟ يعني في قمة الاختلاف بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني على سبيل المثال لم يقل احدهم اننا لسنا كورد مثلا …..!!!
المثقف الكلداني السرياني الآشوري عليه ان يخلق فينا الطموح والعمل من اجل يحرر الكامن فينا، من اجل مستقبلنا ومستقبل ابناءنا ويكون دوره تنويري في تحليل العقد والمشاكل وايجاد الحلول لها ، بدلا من ان يكون كالببغاء واسير لافكار الاخرين ….
كامل زومايا