مريم في زمن العهر القضائي!! – متي كلو
لم يبقى مفصل من مفاصل الحياة في العراق، الا وكان فيروس الفساد قد اخترقه عن طريق المتسلطين على الحياة السياسية في العراق، واخطر تلك المفاصل اختراق تلك الفيروسات المليشياوية القضاء العراقي بدا من التحقيقات من قبل بعض”ضباط الاجهزة الامنية” الى اصدار الاحكام والنطق بالحكم.
عبر منصات التواصل الاجتماعي والاعلامي بكافة فروعه وازقته واحيائه، يتواصل ابناء الشعب العراقي والعربي والعالمي مع ما حدث لمريم الركابي الطالبة في معهد الفنون الجميلة في المنصور والتي تبلغ من العمر ستة عشر عاما والتي تعرضت لاعتداء بحرق وجهها بمادة التيزاب او ما يسمى بماء النار، من قبل احد الشباب الذي رفض طلبه بالزواج منها لصغر سنها، وتقدمت عائلة مريم ببلاغ للشرطة فور وقوع الحادث منذ ستة اشهر ولكن دون جدوى ومازال المتهم طليق بحماية احد مراكز القوة في العراق!!بالرغم بان كامرات المراقبة صورت المتهم!! وهكذا اصبحت قضية مريم قضية رائ عام وانتقاد الاجراءات القضائية وعلى راسها مجلس القضاء الاعلى، الذي استشرى بين مفاصله الفساد المليشياوي!! حاله حال الفساد المالي والاداري الخاضع لشخصيات او مليشيات متنفذة، واجمعت وسائل الاعلام بان عائلة مريم تواجه صعوبات كبيرة في سير التحقيقات، بسبب تداخلات اكبر ، حيث يمارس ذلك بعض قادة المليشيات على صلة بالمتهم ومن ساعده في جريمته ، وهذا ليس شك بل لا احد يستطيع ان يخلي سبيل مجرم الا وكانت احدى المليشيات تساند المتهم الرئيسي ومن سكب التيزاب احدهم !!
عندما بدا التحقيق ياخذ مجراه، وبدا الضابط المحقق بكشف معالم الجريمة، تم نقل الضابط الى موقع اخر بعيدا عن ما عهد اليه في قضية مريم، كما تم استبعاد المحقق الذي جاء بعده، وكان التصريح الاخير للقضاء العراقي عن طريق القاضي المختص بالتحقيق ” ان المشتكية مريم تعرضت بتاريخ 2021/6/10 إلى حادث حرق بمادة (التيزاب) في دارها الكائنة بشارع فلسطين، من قبل شخص ملثم وتعرض جهاز الهاتف العائد لها للسرقة”، وأضاف أن “ذويها قدموا شكوى أمام مركز شرطة القناة ضد المتهم (ع. ق) وصديقه (ع. هـ) وتم إصدار أمر قبض بحقهما، وألقي القبض عليهما وتم إيداعهما التوقيف ودونت أقوالهما، لكنهما أنكرا ارتكاب الجريمة”) ولكن الانباء تقول بان المجرم مازال طليقا ولم يتم القبض عليه، حاله حال بقية المجرمين الذين يرتكبون جرائمهم في وضح النهار وبدون رادع …!! سواء في العاصمة بغداد او المدن الاخرى ،وبالرغم من مناشدة رئيس مجلس القضاء فائق زيدان النظر في القضية بجدية”!! ولكن لا احد يهتم بمناشدته لان هناك سلطة اكبر من سلطته وهو ايضا ازلام من السلطة الفاسدة ولان “بعض” القضاة يعملون وفق رغبات المليشيات المسلحة وليس وفق القانون الذي اصبح نصوصا ومواد فوق الرفوف العالية!!
ان ترك هذا المعتوه وامثاله في فضاء الحرية هو الاستخفاف بالقانون والقضاء العراقي ودليل واضح على انهيار المنظومة القانونية والقضائية،وتشجيع لبعض من الشباب المتسكع بتهديد الفتيات واجبارهن على الارتباط بهم وخاصة في المراحل الجامعية، وتشجيع لتعنيف النساء في متجمع ذكوري ودولة تدعى الحرية والديمقراطية! ولكن في واقع الحال بعيدة عن مفهوم الحرية والديمقراطية و لكن تقتصر الحرية للميلشيات حيث تسرح وتمرح بدون قانون، وتقول والدة مريم كشاهدة عيان من خلال متابعة ابنتها في المستشفى لمدة خمسة اشهر”خلال هذه المدة رأيت العديد من الشابات الصغيرات ومنهن ناجحات ومتفوقات في الدراسة، تعرضن للعنف الأسري والزوجي، لكنهن يتكتمن على ذلك”.
مازال الشارع العراقي في غليان مما حدث للشابة مريم الركابي ومازال الشارع العراقي يطالب بانزال اشد العقوبات على الذي تسبب في تدمير حياة فتاة كانت تحلم بمستقبل من خلال دراستها في معهد الفنون الجميلة، مازال الشارع العراقي في تفاعل كبير من هذه الجريمة متضامنين مع مريم الركابي ومن بينهم رجال اعمال وشخصيات عراقية وعربية في انحاء العالم ونشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مطالبين بمحاكمة الذي كان السبب في تشويه وجه هذه الاميرة الجميلة، وهناك من المطالبات بان تسكب على وجهه ماء النار وتشويه وجهه كما فعل هو بمريم ويعيش الحالة التي تعيشها مريم.
بعد ستة اشهر.. نعم بعد ستة اشهر .. من المعاناة يستقبل رئيس الجمهورية برهم صالح الاميرة مريم بمنزله في السليمانية واوعز بمتابعة الاجراءات القانونية بحق المجرم الذي تسبب في تشوهها .. ونحن نقول للسيد رئيس الجمهورية الذي “لا يحل ولا يربط” “بعد وكت” .