الاغتيال في نظام “شاطي باطي” – متي كلو
العراق عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة من اللصوص , ليس لهم علاقة لا بالسياسة ولا بحكم ولا بإدارة دولة.
“محمد حسنين هيكل”
تصريح خطير كان قد اطلقه قيس الخزعلي قائد مليشيا عصائب اهل الحق!عند سقوط جرحى بين صفوف المعتصمين في المنطقة الخضراء مطالبين بالفرز اليدوي او الغاء الانتخابات وهذه الاعتصامات نظمتها الاحزاب والمليشيات المنفلتة والكيانات الاسلامية ومنهم فصائل من الحشد الشعبي الموالية لايران بسبب عدم انتخابهم فجن جنونهم وتصريحاتهم وتهديداتهم اصبحت علنية وبكل وقاحة والخزعلي كان يغرد امام الكاميرات ويهدد بقتل رئيس الوزراء الكاظمي وظهرت بالصوت والصورة عبر اكثر من محطة تلفزيونية فضائية،وخلال هذه الاعتصامات تصدت القوات الامنية لمحاولة المعتصمين لاقتحام المنطقة الخضراء والتي سقط ضحيتها شخص واحد واصيب اكثر من 130 بجروح مختلفة وهذا التصريح بثته الكثير من منصات التواصل الاجتماعي مهددا فيه مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء العراقي على العلن ” يا كاظمي.. وكل من يقف مع الكاظمي وخلف الكاظمي وامام الكاظمي وكل من شارك بهذه الجريمة” ” ايها الكاظمي دم الشهداء هو محاكمتك”!! كما لمح الكاتب نجاح محمد علي الموالي لايران قبل استهداف منزل الكاظمي بساعات عبر قناة دجلة ان الفصائل المسلحة في حالة انذار قصوى والمحاسبة ستتم بطرق وليست عبر القضاء العراقي.
بعد يوم واحد فقط وفي صبيحة يوم الاحد المصادف 6 تشرين الثاني 2021، كانت طائرات مسيرة ومفخخة تقصف منزل الكاظمي ، تم اسقاط طائرتين اثنتين، اما الثالثة وصلت الى هدفها واستطاعت ان تهدم جزءا من منزل الكاظمي واصابة ثلاثة من حُرّاسه بإصاباتٍ طفيفة، وبعد محاولة الاغتيال صرح قيس الخزعلي”لا احد مهتم بقتل رئيس الوزراء منتهية ولايته ومن يريد اغتياله لا يستخدم طائرات مسيرة، ولدينا طرق ووسائل ارخص واكثر..” لننظر الى هذا الاسلوب الرخيص والوقح الذي يتخذه احد الولائيين والذي يتحدى دائما في تصريحاته الدولة ومؤسساتها، والذي هو وامثاله يحكمون العراق وينشرون فيه الفساد واصبحت في اياديهم السلطة والمال بعيدين عن مصلحة الوطن منذ 2003 والى الان.
السؤال الذي يطرح نفسه حول جزء من التصريح الاول لتهديد الخزعلي” ايها الكاظمي دم الشهداء هو محاكمتك”!! المطالبة بمحاكمة الكاظمي، وهنا لا يقصد وفق الدستور العراقي والقانون العراقي بل وفق قانون المليشيات المنفلتة ومنهم مليشيا “عصائب اهل الحق” الذي يتزعمه الخزعلي!! فكانت محاولة الاغتيال التي باءت بالفشل، هي المحاكمة التي اختارها الخزعلي وحلفائه من الولائيين ونعتقد بان هذه ليس نهاية”المحكمة المليشياوية” بل سوف تتكرر بشكل او باخر!! ما لم يتم التراجع وتغير نتائج الانتخابات وايجاد مخرج غير قانوني او غير دستوري يرضي هذه المليشيات، وإشراكها في السُلطة مُجدداً، وعدم مس امتيازاتها وسلاحها.
عملية الاغتيال يستطيع ان يقرأ المواطن العراقي تفاصيلها من خلال ما يجري في الساحة السياسية ومن يقف خلف هذه المحاولة، وربما يختلف القارئ كل واحد من خلال رؤيته عن الجهة المستفادة من هذه العملية، فهناك من يقول بان الذي قام بهذه المحاولة هي فصائل من الحشد الشعبي الموالية لايران وهي توجه رسالة الى الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي وفحواها انها تستطيع ان تصل الى اي هدف من اهدافها لكي تبقى تسيطر على النظام الفاسد بكافة مفاصله، اما الرؤية الثانية فهي عملية مفبركة من قبل الحكومة لكسب الشارع العراقي تمهيدا لولاية ثانية للكاظمي، اما الرؤية الثالثة فهي جهات اجنبية غير ايرانية لانهاء فصائل الحشد الشعبي واتهامها بتخريب العراق وترهيب المواطنين والتي اصبحت علامات لكل ما يعيق تقدم العراق، ولكن مصطفى الكاظمي قطع الشك عندما قال خلال ظهوره التلفزيوني “الصواريخ والمُسيرات الجبانة لا تبني أوطاناً، ولا تبني مستقبلاً”، وإن الجهة الواقفة خلف هذه العملية داخلية وليست خارجية، وأنها ليست التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وغيرها، بل طرف له مشروع سياسي وشريك في العملية السياسية”!!اذن هنا اكد الكاظمي بان المحاولة من جهة داخلية وليست اجنبية، ولا داعشية وهذا تاكيد اخر بان لا يستطيع احد الاقدام على هذه المحاولة سوى الاحزاب والكيانات والمليشيات الاسلامية التي تملك جميع انواع الاسلحة ومنها الصواريخ والطائرات المسيرة التي تزودهم فيها ايران الشقيقية!!اي ان العملية داخلية!!
انتهت هذه المحاولة بفشل واعلن الكاظمي بانه يعرف من ارتكبوا هذه الجريمة” سنلاحق الذين ارتكبوا جريمة الأمس، نعرفهم جيداً وسنكشفهم”وسبق وان اعلن ان المسيرات انطلقت من الجهة الشرقية من نهر الفرات، اذن الكاظمي يملك الدلائل الاولية لهذه المحاولة، ومن يقف وراءها، والمربع الجغرافي التي انطلقت منه الطائرات المسيرة، فهل تعلن اللجنة التحقيقية التي شكلها من هي هذه الجهة، ام “صاموط لاموط”و” يغلس” كما نصحه قيس الخزعلي في وقت سابق، ام يعلن”عفا الله عما سلف” كما اعلنها الزعيم عبدالكريم قاسم عندما حاول البعثيون في 7 تشرين الأول عام 1959اغتياله في شارع الرشيد واغتيال مشروعه الوطني في انقلابهم الدموي يوم 8 شباط الاسود 1963 التي اودت بحياته وقتله في ابشع جريمة في تاريخ العراق المعاصر، ويتلقى مصطفى الكاظمي محاولة اخرى تنهي حياته!! كما انهت حياة الزعيم عبدالكريم قاسم.