أستقالة كلادس برجيكليان تعكس الشفافية والنزاهة والقيادة
إعداد الرافدين نيوز
بعد 18 عشر عاما من العمل السياسي وأبع سنوات من قيادة ولاية نيو ساوث ويلس، لم يكن أمام السياسية الُمخضرمة ذات الأصول الأرمنية كلادس برجيكليان سوى تقديم استقالتها ليس من منصبها كرئيسة لولاية نيو ساوث ويلس قط، بل من العمل السياسي بأكمله.
السبب وراء استقالة أول امرأة تشغل منصب رئيسة ولاية نيو ساوث ويلس وتعتبر الأنجح من بين العديد من رؤساء الولاية بحسب آراء أغلبية السياسيين، هو نفس السبب الذي أطاح برئيس الولاية آنذاك مايك بيرد وأجبره على ترك منصبه كرئيس للولاية في عام 2017 تاركا منصبه شاغراً لتعلن كلادس برجيكليان ذات السبع والثلاثون عاماً آنذاك عن عزمها على قيادة الحزب الذي كانت قد شقت طريقها فيه نحو النخبة المختارة لحزب الأحرار في ولاية نيو ساوث ويلس بنجاح منقطع النظير منذ التحاقها بالحزب في عام 1992. فمنذ التحاقها في صفوف الحزب تقلدت كلادس العديد من المناصب الوزارية لتصل إلى قمة الحزب وتؤهلها لقيادته.
الفساد الإداري هو من الظواهر التي يرفضها المجتمع الأسترالي بشدة وينظر إليها القانون الأسترالي بجدية كبيرة ويعتبرها جريمة كبرى تستحق عقوبة كبيرة. في تشرين الأول / أكتوبر من عام 2020 تم أستدعاء كلادس برجيكليان من قبل المفوضية المستقلة لمحاربة الفساد لحضور جلسة استماع لمناقشة علاقتها الغرامية غير المُعلن عنها مع داريل ماجواير وهو عضو برلمان سابق مشتبه بتورطه في قضايا فساد مستغلاً منصبه البرلماني.
واهميه هذه العلاقة تكمن في احتمالية تستر كلادس برجيكليان على حبيبها وغض النظر عن ممارسات تنم على الفساد الإداري خلال علاقتها بالنائب السابق المشتبه به. وهذا معناه خيانة رئيس الولاية كلادس لأمانتها كرئيسة للولاية وإخفاقها في واجبها في كشف والتحقق عن تهم الفساد الموجه ضد عشيقها وحماية المصداقية السياسية والممارسات القانونية.
وكان إعلان المفوضية المستقلة لمحاربة الفساد في يوم الجمعة المصادف الأول من تشرين الأول / أكتوبر لعام 2021، ببدء التحقيق رسمياً مع برجيكليان شخصياً حول علاقتها مع النائب السابق الذي يتضمن الإشارة إلى خيانتها لأمانتها كرئيسة للولاية، بمثابة الضربة القاضية لرئيسة ولاية يحترمها ويعزها شعبها، ليُطبق عليها القانون السائر في استراليا والقاضي بتنحي أي مسؤول بشكل وقتي عن منصبه لغاية الإعلان عن نتيجة التحقيقات أو لقرار محكمة تبرئه من التهم فيعود إلى منصبه أو تدينه فيُطرد من منصبه. لم يكن خيار التنحي الوقتي متوفراً للسيدة كلادس برجيكليان في غضهم الظروف المعقدة والعصيبة التي تمر بها الولاية في ظل جائحة كورونا، وكان يتطلب الموقف تغيير في القيادة. وهكذا شاهدنا قيام السياسية المًخضرمة كلادس برجيكليان بالإعلان عن استقالتها في مؤتمر صحفي عُقد اليوم في سدني لتتخلى عن مهنتها كسياسية ناجحة أعطت الإلهام للكثير من السيدات.
مصدر الصورة : كرايكي