برامج مرشحي الكوتا المسيحية لا ترقى لأهداف منظمات مجتمع مدني – كامل زومايا
لو تسنى لكم الاطلاع على برامج أغلب المرشحين لكوتا المسيحية المتنافسين على المقاعد الخمسة المخصصة لهم ضمن مجلس النواب العراقي، سوف تعلم بأن برامجهم الانتخابية لا ترقى الى أهداف أي منظمة من منظمات المجتمع المدني،بل ان معظم المنظمات تلك تقوم بنشاطات أكثر بكثير من اعضاء الكوتا في الدورات السابقة ، وان دفاع تلك المنظمات عن قضايا شعبنا والانسان العراقي أفضل بكثير من اعضاء الكوتا مع العلم لا يتمتعوا بتلك الامتيازات الخيالية التي يتمع بها عضو مجلس النواب العراقي من الكوتا المسيحية ….
ان المشاركة في الانتخابات القادمة في ظل الاوضاع المزرية والسائدة في البلاد ليست مجدية وليست من صالح شعبنا كما هو معلوم، والمرشحين هم ادرى ماذا يحصل في سهل نينوى، ومن هو الذي يمسك الارض بسبب غياب الحكومة وسلطة القانون ، ولكن مع هذا نرى هناك تسابق حثيث في المشاركة بالرغم ان أغلبهم أو البعض منهم لا يعون ماهي مطالب شعبنا المسيحي ، كما انهم ليسوا مستعدين في الدفاع عنه وأغلبهم بعيدين كل البعد عن السياسة وليست لهم تجارب سابقة ، وأن سبب تهافتهم هو المنصب والامتيازات الكبيرة التي سيجنونها من حالة السبات والنوم العميق تحت قبة مجلس النواب في حالة الفوز…..
أهم النقاط التي غابت وتغيب عن المرشحين في اعلاناتهم الانتخابية
هذه النقاط ليست غائبة عن المرشحين الجدد بل ايضا عن الذين فازوا بالمقاعد بعد 2005 ولحد الان الا ما ندر ، ولم يكن لهم جدية بالمتابعة بخصوص مطالبتهم بتلك القضايا … واليكم بعض النقاط المهمة في حياة شعبنا المسيحي من الكلدان السريان الاشوريين (سورايا ) وهي :-
١– عمليات التغيير الديموغرافي لمناطق المسيحيين
كما هو معلوم للجميع بأن عمليات التغيير الديموغرافي لمناطق المسيحيين سارية على قدم وساق والملاحظ ان عمليات التغيير الديموغرافي التي طالت مناطق المسيحيين بعد 2003 اكثر بكثير من طوال سنوات الحكم الديكتاتوري البائد خلال 35 سنة ، وهذه الكلام ليس للاستهلاك المحلي والاعلامي بل هناك احصائيات مثبتة عن كيفية الاستيلاء على تلك الاراضي والعقارات وكيف يتم توزيعها على الاخرين بغية احداث تغيير ديموغرافي لمناطق المسيحيين …
المطلوب من هذه المقدمة المختصرة اننا لم نلمس من اعضاء مجلس النواب السابقيين ولا المرشحين القادمين عن فهم لما يتعرض له شعبنا الى جانب انهم ليسوا معنيين بمعالجة تلك المشاكل التي تؤثر سلبا بمستقبل المسيحيين في العراق…. الامر الغريب ان الاحزاب والمؤسسات التي تدعم المرشحين لا تطالبهم في ترجمة تلك المطالبات الى مشاريع وخطة عمل لاربع سنوات في الدورة الكاملة لمجلس النواب ….!!!
إن شعبنا يشعر بخيبة امل من هؤلاء المرشحين الذين لا يهمهم بماذا يعاني شعبنا بل همهم الوحيد الوصول الى المناصب والامتيازات …
٢- استحداث محافظة سهل نينوى
اقر مجلس الوزراء بجلسته المنعقدة في 24 كانون الثاني ٢٠١٤ في محافظة نينوى الموافقة على استحداث محافظة سهل نينوى على اساس جغرافي واداري وبعيدا عن اللغط الذي حدث ويحدث من البعض ، نقول ان نسبة المسيحيين في محافظة نينوى قبل احتلال دولة الخلافة الاسلامية في حزيران 2014 كانت نسبتتهم لا تتجاوز 3% من سكان المحافظة ، وفي حالة استحداث المحافظة( محافظة سهل نينوى) سوف تكون نسبتنا ونسبة الاخوة من الشبك والايزيديين والعرب والكورد هي الافضل وفق الاحصائيات التقريبية للسكان وكما يلي :-
أ- المسيحيون ستكون نسبتهم في محافظة سهل نينوى تقريبا 25-27%
ب- الشبك ستكون نسبتهم في محافظة سهل نينوى تقريبا 24-27%
ج- الايزيديين ستكون نسبتهم في محافظة سهل نينوى تقريبا 24-27 %
د- العرب والكورد والكاكائيين نسبتهم في محافظة سهل نينوى مجتمعين تقريبا 19%
سوف لا ندخل في التفاصيل الايجابية لمستقبل شعبنا المسيحي والايزيدي والشبكي في مناطقهم التاريخية، ولكن نقول بان المطالبة في استحداثها هو لصالح ابناء المنطقة ويعزز التعايش السلمي وان المشاكل التي حدثت بسبب احتلال دولة الخلافة الاسلامية لم تكن تحدث ان كان هناك تفعيل لعمل وجهد اعضاء الكوتا في مجلس النواب في الدورات السابقة …..
من المعيب جدا ان تمر دورة برلمانية بعد اخرى وممثلي المسيحيين لا يتحدثون بكلمة واحدة بالموضوع ، وهنا اقصد في تقديم مشاريع وتفعيلها…. الخ بعيدا عن بيانات الادانة والاستنكار وووو الخ من الكلام للاستهلاك المحلي غير المنتج…
٣– الحكم الذاتي لمناطق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والمادة ١٢٥ من الدستور
من المعيب جدا في جميع الدورات السابقة وحتى اليوم لم نسمع من جميع “ممثلي ” شعبنا بأنهم قاموا بجمع تواقيع لطلب جلسة استثنائية حول مستقبل شعبنا المسيحي ، علما نسمع تصريحات واستنكارات فقط في ظل السلسلة المستمرة للابادة الجماعية التي نتعرض لها منذ ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ و وتجلت بشكل واضح عبر عمليات التهجير والقتل على الهوية قتل كبير الاساقفة في الموصل المطران فرج رحو الاباء الذين كانوا معه وجريمة السيدة النجاة في ٢٠١٠ وتفجير باصات الطلبة في بخديدة/ الحمدانية ، من الملاحظ في احسن الاحوال يتم استغلال تلك الجرائم من الجانب الاغاثي فقط ، فقط البحث عن المال ولكن اي طرح سياسي ومشاريع تهم شعبنا لا يتبناها اعضاء الكوتا ولا الاحزاب والمؤسسات التي رشحت تلك النماذج تطالبهم بمسؤوليتهم الاخلاقية تجاه من صوت لهم هذا اولا
وثانيا بالرغم هناك بعض التحفظ على تفسير المادة ١٢٥ التي تنص منح الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية ، لاحظ عزيزي القارئ الحقوق السياسية ، نقول بالرغم من تباين التفسيرات من العديد من مؤسسات شعبنا الا ان المادة ١٢٥ من الدستور لم يتم التطرق عنها في كل الدورات السابقة ممن يدعون انهم يملثون شعبنا ، اما المرشحين للدورة القادمة فأنهم جميعا لم يطلعوا على تلك المادة وليست في اجندة برامجهم الانتخابية……
٤– عدم وضوح الرؤية والضبابية والبحث عن مصالح شخصية
المعلوم للقاصي والداني ان حقوق الانسان بما فيها حقوق الطفل والمراة والاقليات ان من يدافع عنها هم القوى الديمقراطية واليسارية والليبرالية وهذا يعني من المفروض ان نقترب ونتفاعل معهم تحت قبة البرلمان هم الاصدقاء الحقيقيين لنا الذين يسعون لبناء دولة المواطنة ، علينا استثمار ذلك وعلينا ايضا التعامل مع الكتل النيابية الاخرى بروح الدفاع عن مصالح الشعب العراقي وشعبنا المسيحي من الكلدان السريان الاشوريين والأرمن ، ان التعامل معهم الند بالند امر بديهي فليس من المعقول أن تؤيد مقترحاتهم ومشاريعهم ونصوت لهم في الوقت الذي نخشى ان نفاتحهم في جمع التوقيع لدعم مشاريعنا ان وجدت تحت قبةالبرلمان …
أما المرشحين الحاليين جل اهتمامهم في حث المواطن للتصويت لهم من خلال اقناعهم بانهم سيلبون احتياجاتهم اليومية وكانهم معقبين معاملات ليس أكثر …..!
اخيرا وليس آخرا ، من المعيب جدا على كل من استلم راتبا ومخصصات وامتيازات على حساب شعبنا وبأسم شعبنا ولم ينطق حتى بكلمة في قضايا ومطالب شعبنا… يعتبر هذا المال حرام ….حرام … حرام ، انكم جئتم لكي تدافعون عن مصالح شعبنا ليس من اجل الامتيازات والتقاط الصور والسفر والسياحة بأسم انكم رايحيين ايفاد … يمه على شنو رايحة ايفاد واربع سنين ما شفنا شيْ منج ….!
معيب جدا على جميع الاحزاب والمؤسسات التي رشحت تلك الشخصيات ولم تحاسبهم ، انه يعبر عن ضعف اداء تلك الاحزاب والمؤسسات….وعلى تلك الاحزاب مراجعة نفسها لماذا هذا الوهن والضعف في الاداء والخوف الذي تعيشه بعدم التحدث جهارا بمطالب شعبنا ….!!
من المعيب جدا وحرام عليكم تلك الامتيازات التي تم سرقتها بأسم المسيحيين….. نعم انها سرقة تحت الشمس بأسم المسيحيين ونحن كلنا بالكشف عن القادمين من اجل الامتيازات والمناصب دون الاهتمام بقضايا شعبنا …
كامل زومايا
عنكاوا/ 17/ايلول 2021