نهاية الملك الشاب في قصر الرحاب – ج1- فراس باك
كتبها فراس باك
“الحلقة الاولى”
فيصل الثاني اسم مشهور لملك مشهور في بلدا كان ومازال مشهور، الملك فيصل الثاني عرفه العالم لمأساوية ما حدث له والطريقة التي قتل هو وعائلته بها اعتقد بانها ابشع شيء حدث لقلائل من العؤائل المالكة في العالم حيث تم ابادتهم ابادة جماعية مؤلمة ومفجعة مثيل ما حصل لقياصرة روسيا
، اما قصر الرحاب قصر العائلة المالكة العراقية فهو مشهور لكونه قصر ملكي ويعرفه اغلب العراقيين اما على نطاق العالم فقد عرف لما حدث فيه من حادثة مشهورة .
الملك فيصل الثاني هو ثالث واخر الملوك الهاشميين الذين حكموا العراق فجده فيصل بن الشريف علي الهاشمي ملك العراق الاول الذي انتخبه الشعب العراقي اثناء الاحتلال البريطاني على العراق واما الملك الثاني فهو غازي الاول والده . والملكية في العراق دامت من عام 1921 ميلادي وحتى عام 1958 ميلادي بالانقلاب العسكري على الملكية من الجيش بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم واعلان الجمهورية العراقية،
مهما كانت الاسباب التي جعلت ثورة 14 تموز تنقلب على الملكية واعلان الجمهورية الا ان طريقة الاطاحة بالملكية في العراق كانت قاسية جدا خلاف ما فعل بانقلاب ثورة 23 تموز في مصر بقيادة الفريق محمد نجيب والضباط الاحرار ومنهم جمال عبد الناصرعلى الملك فاروق حيث سمح له الخروج من قصره باحترام وحمل كل مقتنياته الشخصية هو وعائلته وتسفيره بالباخرة الى ايطاليا بالسلام العسكرية واطلاقات المدافع المهيبة لملك. ولا اعتقد بان الملكية في العراق كانت اسوء من الملكية في مصر ولكن هكذا جرت الاحداث ولا نعرف الاسباب غير التي دونتها لنا سجلات التاريخ وينقلها لنا اسلافنا الذين شاهدو الاحداث عين بعين ونقلوها لمن بعدهم الى ان وصلت الينا .
قصة الملك الشاب
بعد وفاة الملك غازي عام 1935 بحادث سيارته الغامض … آل الملك الى ولده الوحيد (فيصل الثاني) من زوجته وابنة عمه الملكة عالية بنت الشريف علي ..الذي كان آنذاك في سن الرابعة من عمره (اقصد الملك فيصل الثاني) ولهذا اصبح خاله (الامير عبدالاله) وصيا على العرش فيما كان (نوري السعيد) هو الذي يدير الدولة العراقية وما ان بلغ الملك فيصل الثاني الثامنة عشرة حتى تم تنصيبه ملكا على العراق في الثاني من مايو عام 1953 ورغم ان الملك فيصل الثاني ظل تحت تاثير خاله الوصي عبدالاله المكروه من الشعب فترة طويلة الا انه حاول الابتعاد عن خاله في سنواته الثلاث الاخيرة ليعطي الامل للناس في طي صفحات سوداء كانت فيها وصاية عبدالاله سببا في احداث مؤلمة ومشكلات كثيرة لهذا ظل العراقيون لغاية الآن ينظرون الى الملك فيصل الثاني نظرة تتسم بالحب والعطف والحنان لكونه لم يقم باي عمل اغضب الناس او يستحق عليه الكراهية وعرف عنه دماثة اخلاقه وطريقته المتواضعة الخجولة في التعامل مع الآخرين لهذا كان مصرعه صدمة كبيرة للناس رغم ما ابدوه من تاييد للعسكريين الانقلابين في الرابع عشر من تموز عام 1958.
الملك والضباط الاحرار
قد يكون انقلاب 23نيسان في مصر الذي قام به جمال عبدالناصر ورفاقه بقيادة محمد نجيب حافزا للعسكريين في اكثر من بلد عربي ومنها العراق للسيطرة على السلطة ومنذ ذلك التاريخ اصبحت الانقلابات العسكرية ترسم مصير العديد من بلدان المغرب والمشرق. ففي عام 1956 تشكلت اللجنة العليا للضباط الاحرار في العراق بعد نشاطات سرية لضباط من الجيش العراقي توزعوا في ثلاث مجموعات كل مجموعة كانت تعد للثورة على النظام الملكي وتمكن قادة هذه المجموعات من الاتفاق والائتلاف في لجنة عليا برئاسة الزعيم الركن عبدالكريم قاسم ووضعت هذه اللجنة العسكرية برنامجا لها يقوم على اهداف انهاء الملكية واعلان الجمهورية والخروج من التبعية البريطانيا وتشكيل حكومة تتمسك بالديموقراطية وغيرها من اهداف نص عليها البيان الاول .
وكانت اللجنة العليا للضباط الاحرار التي اعدت للانقلاب ترفض قتل الملك او تصفية العائلة المالكة لهذا حسب مصادر تاريخية كثيرة لم تكن متفقة على ذلك انما كانت هناك عدة آراء حول طريقة التعامل معه بعد الابقاء على حياته فالبعض من الضباط الاحرار ومنهم عبدالكريم قاسم كان يرى الابقاء على حياته واظهاره على شاشة التلفزيون ليعلن تاييده للثورة والبعض الاخر راى التعامل معه بالطريقة التي تعامل معها العسكريون الثوار في مصر مع الملك فاروق ولكن كلما اقترب موعد تنفيذ الانقلاب ظهرت افكار متطرفة لدى البعض من اعضاء اللجنة تدعو الى تصفية طاقم الحكم الملكي برمته وكان هذا الراي يصطدم براي معارض ينادي بالابقاء على حياة الملك وعائلته واجباره على التنازل عن الحكم والقضاء على عبدالاله ونوري السعيد ومن يقف ضد الثورة فقط.
يتبع في الحلقة القادمة