أهمية معرفة منبع الإصابة بكوفيد19 ومعرفة مساره.
بقلم عماد هرمز
قد يستفسر بعض الأخوة والأخوات عن ضرورة الإغلاق رغم قلة عدد الإصابات. وهنا ندخل في موضوع أخر يستوجب التوضيح.
كنت قد كتبت في السابق بأن معرفة مكان الإصابات أو مسار الإصابات مهم جداً وهذا ما يقوم به فريق خاص شكلته حكومة الولاية وهو فريق الإستجابة السريعة وتتبع مسار الإصابات.
لماذا هذا الأمر مهم؟ أهمية معرفة مكان الإصابات ووجودها ومصدرها ليتم حصرها مهم جداً جداً.
سيناريو 1- تخيّل أن هناك 200 إصابة بكوفيد في يوم واحد، لكن تبين بأن جميع الإصابات هي في نفس المنطقة ومصدرها شخص واحد نقلها للبقية، كأن حضر حفلة زفاف في ذلك اليوم. وهذا الخبر رغم عدد الإصابات الكثيرة إلا أنه مفرح، لأنه بمعنى أخر، بإمكان وزراة الصحة معرفة مصدر العدوى ومدى إنتشاره وهذا يسهل كثيرا في عملية حصر الفايروس وعزل المصابين وعلاجهم.
سيناريو 2 -لكن تخيّل إذا كان هناك 30 إصابة فقط (العدد قليل جداً) لكن تبيّن بأن الإصابات كانت في مناطق عدة ومصدر الإصابات غير معروف. فهذا سيء جداً جداً . لأن هذا يعني بأن مصدر الإصابات غير معروف وقد يكون جزء من سلسلة من الإصابات المتداولة والمنتشرة في رقعة كبيرة من المجتمع ومعناه أن هناك الكثير من حاملي الفايروس يقومون بنشر الفايروس وهم لاعلم لهم بذلك، أي لأيدرون بأنفسهم لأن بعض المصابين لا يعاني من أي أعراض. وهذه الإصابات (رغم قلتها) هي أخطر وأسوأ من 200 إصابة معروف مصدرها ومنبعها ومسارها ومدى إنتشارها.
لذلك تركز التصريحات الحكومية في تقاريرها وتشير إلى الإصابات المعروف منبعها أو مصدرها ومسارها وكذلك مدى تفشي الفايروس ، حيث تعلن الحكومة وتنشر أسماء المناطق التي تعرضت أو تكون قد تعرضت أو احتمالية أن تكون قد تعرضت بشكل مباشر أو غير مباشر لفايروس كوفيد19.
والطريقة المثلى لمعرفة مدى انتشار الفايروس هو قيام الأشخاص بالخضوع للفحوصات الطبية خصوصاً في حالة ظهور أعراض مرضية عليهم.
أهمية ذلك تعود في حصر المناطق التي أنتشر فيها الفايروس ومعرفة مدى إنتشاره. على سبيل المثال إذا تبيّن أن شخص ما في منطقة ما ، دعنا نقول في روكسبرة بارك، جاءت نتيجة فحص كوفيد19 الخاصة به إيجابية أي مصاب، فمعناه أن الفايروس قد وصل إلى روكسبرة بارك وستقوم الحكومة بتتبع مسار الشخص لمعرفة ما إذا كان هذا الشخص قد إصيب به في روكسبرة بارك أو كان قد زار منطقة أخرى أو مكان أخر أي هل إلتقط الفايروس أو أصيب به من مصدر داخل المنطقة أو خارجها، وبالتالي قيام الفريق المختص بتتبع تحركاته، إلى أي ذهب وأي مكان زار لتتبع مسار الفايروس ومعرفة ما إذا كان الشخص قد نقله إلى شخص أخر أو مكان أخر أو جهة أخرى أو منطقة أخرى، بهدف حصر الفايروس وإيقاف الناشرين لهم بالطلب منهم بالخضوع للفحوصات الطبية الخاصة بكوفيد19 وعزل أنفسهم.
بمعنى آخر، عدد الإصابات مهم ولكن الأهم هو هل الحكومة وصلت إلى مصدر أو منبع الإصابة بالفايروس، وهل من السهل تتبع مساره أم لا، هل هو محصور في منطقة معينة أو بيئة معينة أم هو واسع الإنتشار؟
صورة من موقع ذي ايكونومست