مقابلة مع عادل دنو – الإعلامي والشاعر والقاص والمؤلف المسرحي والمخرج
مقابلة
لديك مشاركات كثيرة تاليفا واخراجا وتمثيلا لعدة مسرحيات . كيف تقيم اعمالك وكذلك مناخ العمل. هل هناك تجاوب لدى المشاهد؟
نلت شهادة في المسرح في العراق، ولكن ظروف الحرب حالت بيني وبين ممارسة اختصصاصي كوظيفة او بابا للمعيشة لذا عملت في مجالات اخرى. ولكوني كنت مهووسا بلغتنا فقد انحصرت اعمالي الفنية بهذه اللغة لان لي اعتقاد راسخ اذا كانت لدي موهبة فعلي ان افيد بها مجتمعي لأنه من العبث ان تنتظر غيرك أو تتأمل منه العمل فيما تبغي الخوض فيه. ولا شك انكم تعرفون ان نشاطاتنا بشكل عام ازدهرت في الكنائس والأندية واحد اهم ما كان يقبل اليه الجمهور كان المسرح. ومساهماتي المسرحية قليلة بسبب الظروف التي عشنا فيها وكانت تفتقر الى منتج قوي ونستخدم تجهيزات ومعدات فنية بسيطة غالبا ما كنا نصنعها نحن ونصمم ونبني الديكور بايدينا وغالبا ما كنا نستخدم الرمزية لكيما نختصر المواد التي نحتاج اليها. والمناخات التي كنا نعمل بها كانت حساسة ومراقبة باستمرار لذا يطغو التخوف على العمل باكمله.
ولكن كل ما كانت العوائق تكثر كلما كان يندفع كادر العمل الذين عملت معهم بجهد أكبر لأننا كنا نحس ان الجمهور سيحب العمل وسيتمتع به.
اذكر عملنا في مسرحيات مثل الموظف البخيل واوبريت الراعي الجديد ومسرحية القيامة ومسرحية الميلاد بشكل خاص في كنيسة مريم العذراء في الموصل. ومسرحية حكمة الاطفال التي قدمناها في نادي بين النهرين – لجماعة الموظفين في الموصل. وكنا نمثل ايضا ونحن مستمتعين بالعمل. وفي معهد مار يوحنا الحبيب الفت ومثلت في عدة مسرحيات منها الرسالات، حياة قديس، والعديد من المشاهد الهزلية والمفاجئات. غالبا ما كنا نؤلف أو نعد المسرحيات ونخرجها ايضا.
وعملت كممثل مع الاستاذ القدير المخرج شفاء العمري في فرقة جامعة الموصل في مسرحية المؤلف والبطل.
اما في بغداد فقدمت كممثل ومخرج مسرحية الدب لتشكيوف، ومسرحية صباح مشرق لاخوان كونتيرو اخراجا وتمثيلا ايضا في اكاديمية الفنون الجميلة – بغداد. وفصل من مسرحية أدويب ملكا، وفصل من مسرحية يوليوس قيصر.
كانت غالبية هذه الاعمال بالعربية الى ان ثارت فينا الحماسة والغيرة على لغتنا فشاركت الاستاذ يوسيفوس عمانوئيل في اعداد مسرحية طألتا دشليمون التي قدمتها فرقة مسرح شيرا على مسرح بغداد لمدة تسعة وعشرين يوما على التوالي وكانت بحق ربما اول مسرحية سريانية تعمر هكذا. ثم شاركت ممثلا في اوبريت شيرا والفت واخرجت ومثلت في مسرحية برزونا. ومثلت في مسرحية العقد تاليف سعيد شامايا وقدمت في مهرجان المسرح العربي في بغداد.
كنتم من الناشطين في المسرح السرياني ترى ما هي المعوقات او الملاحظات التي تدونها لتنشيط المسرح السرياني؟
بصراحة اننا شعب يحب الحياة ويحب الفرح والمرح ولدينا قابليات رائعة في جميع الفنون، ومنها الفنون المسرحية. لكن المعوقات التي تقف حائلا بين هؤلاء الموهوبين وتنفيذ مطامحهم كثيرة، منها اننا نفتقر الى الدعم المادي من جهة ما سواء رسمية او غير رسمية. المسرح في كل البلدان النامية تدعمه الحكومات والمسرح في العادة استهلاكي، اما في البلدان الغربية فان الناس تحب الفنون وتطلبه عوائل تقضي اماسيها في المسارح وهو ما لا يوجد عندنا. ولعل مرد ذلك الافتقار الى مكان خاص يتم التدريب فيه ويقدم العمل فيه ويكون تحت تصرفك في تحديد ايام العرض. فيما يكون العرض في الغالب عدة ايام لا تتعدى الخمسة والسبب ان المكان مشغول او ان الامكانيات لا تسمح باطالة ايام العرض او انصراف الجمهور الى الحفلات اكثر من المسرح. والمسرح فيه جهد ويأخذ وقتا وقد تمتد التحضيرات الى اشهر. وكما ذكرت في عدة مناسبات اننا نفتقر الى المؤسساتية في كل مناحي الحياة ومنها الفنون والمسرح فلو كانت هناك مؤسسة ترعى هذا الجانب لما بخل علينا الفنان الكبير سامي ياقو بمسرحياته الرائعة وغيره الكثير.
هل هناك نصوص مسرحية جيدة. اعني هل هناك كتاب مسرح في ساحتنا الثقافية؟
انقسمت النصوص المسرحية ما بين دينية واجتماعية. وهناك نصوص جيدة فيها كل مقومات العمل الجيد وهناك ما كتب لمجرد الفكاهة وينتهي في العادة بانتهاء العرض. وزخرت الساحة المسرحية بعدد من الكتاب بالسريانية يوسف نمرود كوريال شمعون جلال يلدكو يوسيفوس عمانوئيل سعيد شامايا موفق ساوا جمال لاسو طلال وديع نوئيل قيا بلو وكذلك القس اسطيفان كجو وديع كجو ابراهيم يوحانا جبرائيل بابلا ولبرون سيمون وساهمت بدوري في الكتابة للمسرح ومن الجدير بالذكر ان الفنان سامي ياقو يأتي في المقدمة.
وهناك ايضا الشاعر شاكر سيفو ساهم في التأليف للمسرح والفنان جوزيف الفارس وابراهيم يلدا واعتذر ان كنت قد نسيت اسماء اخرى.
الجانب الادبي
كتبتم وشاركتم بالقاء قصائد شعرية ولانني من المتتبعين للانشطة الثقافية لاحظت انك تخليت عن الشعر العمودي الكلاسيكي واستخدمتم الرموز والحداثة في قصائدكم؟
لدينا الشعر الكلاسيكي والشعر الحديث ونحن بحاجة الى اصدارات وايصال الكلمة بالوسائل المتاحة هذا اولا وثانيا ان كنت اود ان اقول او اوصل معنى ما الى المتلقي فاني لن اختار القوالب الموضوعة لأسباب في زمانها سواء تقليدا او لأن الشعر كان يغنى او اية اسباب اخرى. واليوم اجتاحت العالم تغيرات حتى في الشعر واحدثت ثورة في تقنيات الكتابة وظهرت مدارس تفكك حتى الكلمة وتبحث ما وراء المعنى والتركيب اللغوي وغيرها. وهناك الشيء الآخر الذي فيّ مثلما وُجد في روح هذا العصر التوجه الى التحرروالشعر هو شعر مثلما الشمعة هي شمعة صنعوها قديما بلا قوالب او قيود ويمكن كذلك اليوم، وتفتق ذهن البعض ليصنع بها قوالب ويضيف اليها الوان ولكن زادت من العمل في الشكل اكثر مما اضافت للشمعة شيئا جوهريا آخر.
هكذا افهم الحداثة والترميز الشعري انهما متوفران في الشعر الكلاسيكي والحديث ويتباين من شاعر الى اخر بل ومن قصيدة الى اخرى.
هل تحدثنا عن القصيدة السريانية الحديثة لكونكم من الشعراء المحدثين مع كوكبة اخرى من زملائك عملتم على تحديث القصيدة الشعرية . كيف تقييمون تجربتكم؟
في الواقع مثل هذا السؤال يطرح على اختصاصيين في نقد الشعر وانا لست باحثا ولا استطيع ان اميز نفسي على انني اضفت شيئا في تحديث القصيدة مثلا. انا كغيري ساهمت في كتابة ما أحس به خلجات نفسي انفعالات روحي وتمخضات فكري واسمعت بعضها في مهرجانات ثقافية لجمهور ونشرت بعضها في صحف ومجلات هنا وهناك وهذا هو اسلوبي سواء اكان فيه ما اضاف الى التحديث او لم يضف. ولكني موقن انني سأظل اكتب حتى تنضح آخر كلمة في لساني.
حدثنا عن بعض المواقع الثقافية التي عملت فيها وكذلك الشعراء الذين عملت وتأثرت بهم؟
عملت في كنائس متعددة واسهمت في الجانب الثقافي بشكل خاص اضافة الى الجانب الخدمي، ففي كنيسة مريم العذراء في الموصل اصدرنا نشرة ثقافية امتدت الى السنوات الاخيرة وعملنا على ترتيب اول مهرجان شعري ديني واقمنا معرضا للكتاب ومعرضا للخط السرياني ومسابقة للقصة القصيرة الدينية. وعرض الافلام والمسرحيات في مناسبات كثيرة كما أشرفت على فريق كرة القدم في الكنيسة. بالاضافة الى تدريس التعليم المسيحي واللغة السريانية.
وفي بغداد تنوعت مشاركاتي في تعليم اللغة الفرنسية في كنيسة مار توما الرسول وفي الدورة الثقافية في دير مار انطونيوس واشرفت على اقامة فعاليات ثقافية ومسرحيات حيث اخرجت مسرحية الضائعة قدمت في كنيسة مار توما الرسول. وكذلك عملت على تأسيس مجلة ربنوثا ونشرة صوت المحبة في كاريتاس العراق بالمشاركة مع الاخ نياز ساكا الذي سيم كاهنا قبل ايام في كندا. وكذلك تنظيم دورة طقسية للشمامسة في بغداد ومهرجان الرهبانية الانطونية الهرمزدية الثقافي. وكتبت فيلما وثائقيا عن الرهبانية نبض المشرق الذي اخرجه فريد العقراوي.
وفي جمعية آشور بانيبال ساهمت على تنفيذ مقترحات الجلسة الثقافية ثم الاماسي الثقافية والمهرجانات والمسرحيات على مدى سنوات كثيرة وخاصة منذ استلامي مهام رئيس الهيئة الادارية 1994 كما شاركت بنفسي في القاء القصائد واصدار النشرات المرافقة لمعظم الفعاليات الثقافية والفنية.
وكنت فخورا ان اعمل مع شعرائنا يونان الهوزي، بنيامين حداد ، نزار الديراني، نمرود صليوة، اديب كوكا، شاكر سيفو، بشير الطوري، سمير ميخا، عوديشو ملكو، يوخنا دانيال، الياس متي، روبن بيث شمويل، وآخرين.
في مجال القصة القصيرة اضافة الى المجموعتين اللتين اصدرتهما نقرأ لك في المجلات وبعض المواقع قصصا جميلة كيف تقيمون القصة السريانية؟
عتقد ان ان اكثر ما كتب بالسريانية هي القصة وكان لها تميز فمجلدات سير القديسين والشهداء والطوباويين التي وردتنا بالسريانية هي قصص سير كبار الرهبان وبعض البطاركة والاساقفة هي قصص. ولنا ادب قصصي يمكن تصنيفه دنيويا وكتبه سريان مسيحيين متميز واشتهرت على سبيل المثال قصة احيقار الحكيم التي هي قطعة من التراث الادبي، وقصة ابجر الملك، ولبرديصان قصة كتبها عن ابن ملك يحكي قصته بطريقة انشادية، وقصة اهل الكهف أو النائمون السبعة، وقصة مغارة الكنوزوغيرها الكثير. أما في العصر الحديث أظن الن الميدان انفتح وعادت القصة السريانية الى الاشراق من جديد. فكتاب رائعون أمثال دانيال توما، بنيامين يوسف كندالو، كورش بنيامين، اشعيا شماشا داود، كيوركيس أغاسي، ميشائيل لعازر يوئيل ابراهيم بابا، يوأرش قشيشا اوراهم، وتلاهم يونان الهوزي، روبن بيث شمويل، وليم دانيل، كيوركيس نباتي وعوديشو ملكو.
هناك وعي بأهمية هذا الفن وانطلاقة لكتابة قصة قصيرة وروايات على درجة عالية من النضج الفني وهذا يبشر بمستقبل رائع لهذا الادب.
شكرا لكم .
مقابلة
لديك مشاركات كثيرة تاليفا واخراجا وتمثيلا لعدة مسرحيات . كيف تقيم اعمالك وكذلك مناخ العمل. هل هناك تجاوب لدى المشاهد؟
نلت شهادة في المسرح في العراق، ولكن ظروف الحرب حالت بيني وبين ممارسة اختصصاصي كوظيفة او بابا للمعيشة لذا عملت في مجالات اخرى. ولكوني كنت مهووسا بلغتنا فقد انحصرت اعمالي الفنية بهذه اللغة لان لي اعتقاد راسخ اذا كانت لدي موهبة فعلي ان افيد بها مجتمعي لأنه من العبث ان تنتظر غيرك أو تتأمل منه العمل فيما تبغي الخوض فيه. ولا شك انكم تعرفون ان نشاطاتنا بشكل عام ازدهرت في الكنائس والأندية واحد اهم ما كان يقبل اليه الجمهور كان المسرح. ومساهماتي المسرحية قليلة بسبب الظروف التي عشنا فيها وكانت تفتقر الى منتج قوي ونستخدم تجهيزات ومعدات فنية بسيطة غالبا ما كنا نصنعها نحن ونصمم ونبني الديكور بايدينا وغالبا ما كنا نستخدم الرمزية لكيما نختصر المواد التي نحتاج اليها. والمناخات التي كنا نعمل بها كانت حساسة ومراقبة باستمرار لذا يطغو التخوف على العمل باكمله.
ولكن كل ما كانت العوائق تكثر كلما كان يندفع كادر العمل الذين عملت معهم بجهد أكبر لأننا كنا نحس ان الجمهور سيحب العمل وسيتمتع به.
اذكر عملنا في مسرحيات مثل الموظف البخيل واوبريت الراعي الجديد ومسرحية القيامة ومسرحية الميلاد بشكل خاص في كنيسة مريم العذراء في الموصل. ومسرحية حكمة الاطفال التي قدمناها في نادي بين النهرين – لجماعة الموظفين في الموصل. وكنا نمثل ايضا ونحن مستمتعين بالعمل. وفي معهد مار يوحنا الحبيب الفت ومثلت في عدة مسرحيات منها الرسالات، حياة قديس، والعديد من المشاهد الهزلية والمفاجئات. غالبا ما كنا نؤلف أو نعد المسرحيات ونخرجها ايضا.
وعملت كممثل مع الاستاذ القدير المخرج شفاء العمري في فرقة جامعة الموصل في مسرحية المؤلف والبطل.
اما في بغداد فقدمت كممثل ومخرج مسرحية الدب لتشكيوف، ومسرحية صباح مشرق لاخوان كونتيرو اخراجا وتمثيلا ايضا في اكاديمية الفنون الجميلة – بغداد. وفصل من مسرحية أدويب ملكا، وفصل من مسرحية يوليوس قيصر.
كانت غالبية هذه الاعمال بالعربية الى ان ثارت فينا الحماسة والغيرة على لغتنا فشاركت الاستاذ يوسيفوس عمانوئيل في اعداد مسرحية طألتا دشليمون التي قدمتها فرقة مسرح شيرا على مسرح بغداد لمدة تسعة وعشرين يوما على التوالي وكانت بحق ربما اول مسرحية سريانية تعمر هكذا. ثم شاركت ممثلا في اوبريت شيرا والفت واخرجت ومثلت في مسرحية برزونا. ومثلت في مسرحية العقد تاليف سعيد شامايا وقدمت في مهرجان المسرح العربي في بغداد.
كنتم من الناشطين في المسرح السرياني ترى ما هي المعوقات او الملاحظات التي تدونها لتنشيط المسرح السرياني؟
بصراحة اننا شعب يحب الحياة ويحب الفرح والمرح ولدينا قابليات رائعة في جميع الفنون، ومنها الفنون المسرحية. لكن المعوقات التي تقف حائلا بين هؤلاء الموهوبين وتنفيذ مطامحهم كثيرة، منها اننا نفتقر الى الدعم المادي من جهة ما سواء رسمية او غير رسمية. المسرح في كل البلدان النامية تدعمه الحكومات والمسرح في العادة استهلاكي، اما في البلدان الغربية فان الناس تحب الفنون وتطلبه عوائل تقضي اماسيها في المسارح وهو ما لا يوجد عندنا. ولعل مرد ذلك الافتقار الى مكان خاص يتم التدريب فيه ويقدم العمل فيه ويكون تحت تصرفك في تحديد ايام العرض. فيما يكون العرض في الغالب عدة ايام لا تتعدى الخمسة والسبب ان المكان مشغول او ان الامكانيات لا تسمح باطالة ايام العرض او انصراف الجمهور الى الحفلات اكثر من المسرح. والمسرح فيه جهد ويأخذ وقتا وقد تمتد التحضيرات الى اشهر. وكما ذكرت في عدة مناسبات اننا نفتقر الى المؤسساتية في كل مناحي الحياة ومنها الفنون والمسرح فلو كانت هناك مؤسسة ترعى هذا الجانب لما بخل علينا الفنان الكبير سامي ياقو بمسرحياته الرائعة وغيره الكثير.
هل هناك نصوص مسرحية جيدة. اعني هل هناك كتاب مسرح في ساحتنا الثقافية؟
انقسمت النصوص المسرحية ما بين دينية واجتماعية. وهناك نصوص جيدة فيها كل مقومات العمل الجيد وهناك ما كتب لمجرد الفكاهة وينتهي في العادة بانتهاء العرض. وزخرت الساحة المسرحية بعدد من الكتاب بالسريانية يوسف نمرود كوريال شمعون جلال يلدكو يوسيفوس عمانوئيل سعيد شامايا موفق ساوا جمال لاسو طلال وديع نوئيل قيا بلو وكذلك القس اسطيفان كجو وديع كجو ابراهيم يوحانا جبرائيل بابلا ولبرون سيمون وساهمت بدوري في الكتابة للمسرح ومن الجدير بالذكر ان الفنان سامي ياقو يأتي في المقدمة.
وهناك ايضا الشاعر شاكر سيفو ساهم في التأليف للمسرح والفنان جوزيف الفارس وابراهيم يلدا واعتذر ان كنت قد نسيت اسماء اخرى.
الجانب الادبي
كتبتم وشاركتم بالقاء قصائد شعرية ولانني من المتتبعين للانشطة الثقافية لاحظت انك تخليت عن الشعر العمودي الكلاسيكي واستخدمتم الرموز والحداثة في قصائدكم؟
لدينا الشعر الكلاسيكي والشعر الحديث ونحن بحاجة الى اصدارات وايصال الكلمة بالوسائل المتاحة هذا اولا وثانيا ان كنت اود ان اقول او اوصل معنى ما الى المتلقي فاني لن اختار القوالب الموضوعة لأسباب في زمانها سواء تقليدا او لأن الشعر كان يغنى او اية اسباب اخرى. واليوم اجتاحت العالم تغيرات حتى في الشعر واحدثت ثورة في تقنيات الكتابة وظهرت مدارس تفكك حتى الكلمة وتبحث ما وراء المعنى والتركيب اللغوي وغيرها. وهناك الشيء الآخر الذي فيّ مثلما وُجد في روح هذا العصر التوجه الى التحرروالشعر هو شعر مثلما الشمعة هي شمعة صنعوها قديما بلا قوالب او قيود ويمكن كذلك اليوم، وتفتق ذهن البعض ليصنع بها قوالب ويضيف اليها الوان ولكن زادت من العمل في الشكل اكثر مما اضافت للشمعة شيئا جوهريا آخر.
هكذا افهم الحداثة والترميز الشعري انهما متوفران في الشعر الكلاسيكي والحديث ويتباين من شاعر الى اخر بل ومن قصيدة الى اخرى.
هل تحدثنا عن القصيدة السريانية الحديثة لكونكم من الشعراء المحدثين مع كوكبة اخرى من زملائك عملتم على تحديث القصيدة الشعرية . كيف تقييمون تجربتكم؟
في الواقع مثل هذا السؤال يطرح على اختصاصيين في نقد الشعر وانا لست باحثا ولا استطيع ان اميز نفسي على انني اضفت شيئا في تحديث القصيدة مثلا. انا كغيري ساهمت في كتابة ما أحس به خلجات نفسي انفعالات روحي وتمخضات فكري واسمعت بعضها في مهرجانات ثقافية لجمهور ونشرت بعضها في صحف ومجلات هنا وهناك وهذا هو اسلوبي سواء اكان فيه ما اضاف الى التحديث او لم يضف. ولكني موقن انني سأظل اكتب حتى تنضح آخر كلمة في لساني.
حدثنا عن بعض المواقع الثقافية التي عملت فيها وكذلك الشعراء الذين عملت وتأثرت بهم؟
عملت في كنائس متعددة واسهمت في الجانب الثقافي بشكل خاص اضافة الى الجانب الخدمي، ففي كنيسة مريم العذراء في الموصل اصدرنا نشرة ثقافية امتدت الى السنوات الاخيرة وعملنا على ترتيب اول مهرجان شعري ديني واقمنا معرضا للكتاب ومعرضا للخط السرياني ومسابقة للقصة القصيرة الدينية. وعرض الافلام والمسرحيات في مناسبات كثيرة كما أشرفت على فريق كرة القدم في الكنيسة. بالاضافة الى تدريس التعليم المسيحي واللغة السريانية.
وفي بغداد تنوعت مشاركاتي في تعليم اللغة الفرنسية في كنيسة مار توما الرسول وفي الدورة الثقافية في دير مار انطونيوس واشرفت على اقامة فعاليات ثقافية ومسرحيات حيث اخرجت مسرحية الضائعة قدمت في كنيسة مار توما الرسول. وكذلك عملت على تأسيس مجلة ربنوثا ونشرة صوت المحبة في كاريتاس العراق بالمشاركة مع الاخ نياز ساكا الذي سيم كاهنا قبل ايام في كندا. وكذلك تنظيم دورة طقسية للشمامسة في بغداد ومهرجان الرهبانية الانطونية الهرمزدية الثقافي. وكتبت فيلما وثائقيا عن الرهبانية نبض المشرق الذي اخرجه فريد العقراوي.
وفي جمعية آشور بانيبال ساهمت على تنفيذ مقترحات الجلسة الثقافية ثم الاماسي الثقافية والمهرجانات والمسرحيات على مدى سنوات كثيرة وخاصة منذ استلامي مهام رئيس الهيئة الادارية 1994 كما شاركت بنفسي في القاء القصائد واصدار النشرات المرافقة لمعظم الفعاليات الثقافية والفنية.
وكنت فخورا ان اعمل مع شعرائنا يونان الهوزي، بنيامين حداد ، نزار الديراني، نمرود صليوة، اديب كوكا، شاكر سيفو، بشير الطوري، سمير ميخا، عوديشو ملكو، يوخنا دانيال، الياس متي، روبن بيث شمويل، وآخرين.
في مجال القصة القصيرة اضافة الى المجموعتين اللتين اصدرتهما نقرأ لك في المجلات وبعض المواقع قصصا جميلة كيف تقيمون القصة السريانية؟
عتقد ان ان اكثر ما كتب بالسريانية هي القصة وكان لها تميز فمجلدات سير القديسين والشهداء والطوباويين التي وردتنا بالسريانية هي قصص سير كبار الرهبان وبعض البطاركة والاساقفة هي قصص. ولنا ادب قصصي يمكن تصنيفه دنيويا وكتبه سريان مسيحيين متميز واشتهرت على سبيل المثال قصة احيقار الحكيم التي هي قطعة من التراث الادبي، وقصة ابجر الملك، ولبرديصان قصة كتبها عن ابن ملك يحكي قصته بطريقة انشادية، وقصة اهل الكهف أو النائمون السبعة، وقصة مغارة الكنوزوغيرها الكثير. أما في العصر الحديث أظن الن الميدان انفتح وعادت القصة السريانية الى الاشراق من جديد. فكتاب رائعون أمثال دانيال توما، بنيامين يوسف كندالو، كورش بنيامين، اشعيا شماشا داود، كيوركيس أغاسي، ميشائيل لعازر يوئيل ابراهيم بابا، يوأرش قشيشا اوراهم، وتلاهم يونان الهوزي، روبن بيث شمويل، وليم دانيل، كيوركيس نباتي وعوديشو ملكو.
هناك وعي بأهمية هذا الفن وانطلاقة لكتابة قصة قصيرة وروايات على درجة عالية من النضج الفني وهذا يبشر بمستقبل رائع لهذا الادب.
شكرا لكم .