الطالبان يسيطرون على الحكم لكنهم لا يسيطرون على الدولة
الرافدين نيوز
السيطرة على حكم دولة معينة ليس بالأمر الهين. لكي تهيمن على الدولة ونظامها بالكامل، على الحكومة الجديدة أن يكون لها السيطرة التامة على نظم الدولة الأساسية وأهمها إقتصاد الدولة.
يبدو أن الطالبان قد نجحوا في إعادة سيطرتهم على أفغانستنان، لكن دولة منثل أفغانستان التي تقتات على تبرعات الدولة الكبرى والغنية منها أمريكا وإيران ودول الخليج وغيرهم. والطالبان معروفين بتمويل تنظيمه العسكري على زراعة النباتات التي تتحول إلى مخدرات وبيعها إلى الدول المستهلكة.
أمريكا والدول الأخرى التي كانت داعمة مالية لأفغانستان، قد هددت حركة طالبان بتجميد أو سحب أو أيقاف كل معوناتها المحلية التي بحسب إحدى التقارير تصل إلى 70% من دخل الدولة الفقيرة.
وفي مقال أخرى صرح خورباتشوف، اخر رئيس للإتحاد السوفيتي قبل تفككه بأن أفغانستان كان الشريان النازف لروسيا التي كانت تمول كميات كبيرة من أموالها لدعم وجودهم قبل أن وعوا إلى ذلك وقرروا أن يوقفوا هذا النزيف المالي بأن ينسحبوا من أفغانستان وهذا بالفعل ما حصل في عام 1989 ليعيدوا تمويلهم الذي كان موجه إلى افغانستان للوقوف بوجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى خزانة الدولة وصرفها على مواطنيهم.
فهل ستحافظ أمريكا على سيطرتها على أفغانستان من خلال الموارد المالية بالرغم من وجود الطالبان الذين يدركون أهمية التمويل الدولي لديمومة الدولة ونظامها السياسي وإبقاء الشعب إلى جانبهم.
أم سنشهد تجربة مصر تتكرر في أفغانستان، وأيضاً العراق، دع التطرف يسيطر على الدول ودع الشعب يمقته ويطرده وبالتالية هذا الحل هو الأمثل والأكثر فتاكا.
مصدر الصور – ام اس ان وجريدة الأيج