قصيدة السرة والعشب والخلود – للشاعر نزار حنا الديراني
السرة والعشب والخلود
أنا هو كلكامش
أنا الذي حضن أنكيدو في صدره
وصارع خمبابا
وحرر أوروك
لآلاف السنين أنا وأكيتو ورمح لونجينوس[1] أصبحنا تَوَائِمُ
إلى أن سفكت دموعي … ودمي
فكونت لي نهرا دجلة والفرات
منذ آلاف السنين وأنا أسبح بإتجاه الغرب
باحثا عن العشب والخلود
أغطس هنا … أظهر هناك
علٌني أصل إلى حيث العشب
وفي الطريق تلدغني آلاف الحيات من سرتي
وآلاف اللونجينوس يغرسون جنبي بالرماح
ليسرقوا مني خلودي
وأصبح بلا أم
وإلا كيف لي أن أقول قد ولدت من الأم وأنا بلا سرة ؟
وكيف لي أن أخلُدَ وأنا بلا أم ؟
أليس بفعل الولادة يتقمط الأنسان خلوده ؟
فمن ليس له سُرة كيف له أن يدعي :
له أم …
ووطن …
وشعب …
وهو يرى عشرات الديدان تشبه الحيات
تجوب جسمه ودمه حاملين الرماح
البعض منهم ! يغرز رمحه في الجنب …
وآخرون ! يبللون شفاهه بمرارة الرحيل
ورحلتنا ليست بأتجاه أعماق البحار لنأكل العشب لا …
بل لنقطع سرتنا من الجذر كي لا نتذكر كان لنا أم
نعم .. إن رحلتنا بأتجاه الغرب هي من أجل أن نولد من جديد في الأنابيب أو نتحول إلى أنسان آلي
وإلا …
لماذا عجزنا أن نبني بيتنا ونجلس تحت سقفه ونتقاسم الخبز
ونزاوجه مع الخمر
ليكتمل سر القربان المقدس
ويختمر عجيننا من غير خميرة
15-3-2012
[1] الجندي الروماني الذي غرز رمحه في جنب المسيح
ترجمة القصيدة إلى السريانية