هل تهزم الانتخابات الاسلام السياسي العراقي !! – متي كلو
“يسمح للمظلومين كل بضع سنوات، بأن يختاروا نواب عنهم من الطبقة التي تضطهدهم، ليمثلوهم وهم يقمعونهم” كارل ماركس
كان حديث الساعة في كافة الفضائيات العربية بصورة خاصة والعالمية بصورة عامة، هو هزيمة حزب العدالة والتنمية الإسلامي في المغرب في الانتخابات الاخيرة التي جرت يوم الاربعاء 8 من ايلول وحصوله على 13 مقعدا فقط، في مقابل 125 مقعدا قد فاز بها عام 2016، وبعد ساعات من اعلان النتيجة اعلن الامين العام للحزب ورئيس الحكومة استقالته من منصبه. ان ما شهده المغرب يعتبر هزيمة كبيرة في العمل السياسي لحزب اسلامي في الساحة السياسية المغربية بصورة خاصة وفي الساحة العربية والاسلامية بصورة عامة واعتبره المحللين السياسيين سقوطا مدويا لحزب اسلامي فشل في ادارة دفة الحكم في المملكة،والجميع يعلم بان الاسلاميين دخلوا المعترك السياسي في المغرب وتولوا في عشر سنوات مقاليد رئاسة الوزراء، وهؤلاء جاءوا عن طريق صناديق الاقتراح وباصوات مغربية على ضوء برامجهم وشعاراتهم الطنانة والرنانة، و كان الشعب خلال هذه السنوات مراقبا جيدا لمستوى عملهم في ادارة مؤسسات الدولة، وكانت تجربتهم اختبارا ، اما اعادة انتخابهم او زوالهم، وجاء الاختيار لهزيمتهم عن طريق الاقتراح ايضا ونتائجه في 8 ايلول 2021وتحدث الاعلام بان هزيمة الاسلام السياسي تجاوز حدود المغرب، وعندما نقول حدود المملكة، نعني الى جميع الدول التي يحكمها الاسلام السياسي ومنهم العراق منذ 2003 ولغاية الان! بالرغم من الاسلام السياسي في العراق اكثر فسادا من المغرب، بل تجاوز الكثير من الدول الفاسدة! ومضى عليه اكثر من 18 عاما ومازال!! نظرة سريعة على الاسلام السياسي وعدم استمراره في الحكم ومنها السودان والتي انتهى برئيسها الى السجن والاردن عنما تراجع عدد نواب التيار الاسلامي من من 30% الى 10%، وهزيمة الاسلام السياسي في مصر بعد الاطاحة بمحمد مرسي وحزبه ومرشده وزمرتهما في 30 حزيران/ يونيو 2013. الجميع يعلم بان الاحزاب الاسلامية في العراق، هي المسؤولة عن الفساد ومع كل دورة انتخابية تفوز فيها،يزداد الفساد ويزداد السلاح المنفلت وتزداد قبضة هذه الاحزاب على مفاصل الدولة وتهتز هيبة الدولة ومؤسساتها، مع نتائج كل دورة انتخابية بعد الاحتلال، يزداد والترهيب والقتل والتغيب وشعارا لتحقيق اهداف هذه الاحزاب وهو ترسيخ الفساد. المشاهد العراقي كما يرى عبر الحوارات التي يشاهدها على شاشات التلفزة بان هناك صراعا بين الكيانات السياسية الاسلامية وهذا ظاهريا، ولكن جميع هذه الكيانات تلتقي في اهداف مشتركة، وهو ابعاد اي مرشح علماني او ليبرالي او مستقل او ناشط مدني او مؤيد لثوار تشرين عن قبة البرلمان وبكل الوسائل الخسيسة ونعلم نعلم بان جميع تلك الاحزاب الاسلامية وقفت ضد ثورة الشباب في اكتوبر، وخرجت بعض عتاصرها الى ساحات الاعتصام ولكن هدفها كان انهاء هذه الثورة كما فعل اصحاب القبعات الزرقاء… وقناصة الطرف الثالث ..!! بالرغم من نقمة الشعب العراقي على هذه الكيانات سواء كانت احزاب او مليشيات،المتهمة بتخريب العراق سواء كان اقتصاديا او صناعيا او زراعيا، ومنها سرقة الالاف من العقارات والدوانم الزراعية وتسجيلها باسم اشخاص او تيارات دينية معروفة، والتي تملك المال والسلطة والسلاح، والتي سوف يكون تاثيرها كبيرا على نتائج الانتخابات القادمة، اي ان هذه الانتخابات سوف تجري وسط السلاح المنفلت وسلاح المجموعات الموالية لايران وسلاح العشائر وتهديد المرشيحين من خارج المنظومة الساسية الحاكمة ولكن هذا يتوقف على وعي الجماهير العراقية وثوار ساحات الاعتصام في انتفاضة تشرين في بغداد والمحافظات، وتكاتف هؤلاء الشباب معا سوف نشهد على نهاية عصر احزاب الاسلام السياسي وتسلطها على مدى 18 عاما من القهر والذل والا سوف يتم ترسيخ اربع سنوات اخرى، ولهذا اليوم على الشباب الذين ثاروا في تشرين/ اكتوبر ان يعززوا حضورهم و ينجحوا في الوصول الى قمة البرلمان وانجاح الخطاب المدني والعلماني في استقطاب الجماهير في الانتخابات المبكرة التي سوف تجري يوم 10 اكتوبر2021 لاختيار ممثلين حقيقين في المشهد السياسي الجديد في عراق يستحق ان نطلق عليه العراق الجديد، والجميع يعلم بان هؤلاء الشباب سوف يواجهون المضايقة، والترهيب، والإساءة وربما الاغتيال!! و يجب ان تنتهي دولة الفساد والمليشيات والعنف السياسي وايجاد دماء جديدة في البرلمان.فاذا لم يتم التغيير، فاين ذهبت دماء 700 شهيد و25 الف جريح في اعتصامات الشباب وعشرات المغيبين والذين سقطوا برصاص الاحزاب الاسلامية في كافة مدن العراق!! ام سوف نشهد التغيير من خلال الانتخابات ويهزم الاسلام السياسي في العراق!!