هكذا رأيت المستشارة انجيلا ميركل ….تحية احترام وتقدير لك سيدتي – كامل زومايا
بدعوة كريمة من رئاسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي الالماني ، شاركت بأعمال مؤتمر للتنوع الثقافي الذي دعت اليه قيادة الحزب الديمقراطي المسيحي في برلين في 22/ تشرين الاول/ 2014 .
انعقد المؤتمر في مؤسسة كونراد اديناورهاوس في برلين و بعد انتهاء الجلسة الصباحية ، توجهنا الى المطعم لتناول وجبة الغداء ، وقفنا في الطابور لاستلام الغداء جميعنا بمن فيهم السيدة انجيلا ميركل وسكرتير الحزب بيتر تاوبر ووزير الداخلية توماس دي ماسيري وشخصيات كثيرة من قيادة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحكومة، الغداء كان بسيطا زلاطات المانية بسيطة ومقانق مع مرق وخبز وسلة في تفاح الى جانب ذلك قناني الماء والعصاير ….هذا كل شيء ، وهذا الطعام كان نصيب الجميع وبدون تمييز بين هذا وذاك … خلال ساعة تم الانتهاء من وجبة الغداء ورجعنا جميعا الى المؤتمر استكمالا لجدول اعماله ،
السيدة انجيلا ميركل التقيتها في فترة الغداء ، استمعت لي وانا اتحدث عن معاناة الايزيديين والمسيحيين بعد احتلال دولة الخلافة الاسلامية (داعش الارهابي ) لمدينة الموصل وسنجار وسهل نينوى في حزيران وآب 2014 ، وقد سلمت لها رسالة بهذا الخصوص تتضمن مطالب الاقليات والمسيحيين من الحكومة الالمانية والمجتمع الدولي ، ابدت تعاطفها الكبير مع شعبنا وأكدت بانها سوف تفعل بكل ما بوسعها من اجل دعم المسيحيين والاقليات في العراق ، واستلمت الرسالة بعد اطلاعها عليها وأكدت بانها سوف تتابع وتجيب عليها ، ولكنها في نفس الوقت أكدت بأنها ارسلت الدعم المالي والمعنوي لدعم حكومة اقليم كوردستان وحكومة العراق الاتحادية ..
بعيدا عن القلق والخوف الذي يلبسنا في لقاء المسؤوليين نحن القادمين من الشرق ، يتبدد ذلك الخوف في الحديث مع المسؤوليين الالمان أو الاوربيين … تشعر بانسانيتك وتعبر عن آرائك دون خوف او خجل بسبب ما تتلمسه من بساطة احترام الضيف من قبل المسؤوليين الالمان ومنهم السيدة انجيلا ميركل .. هم ناس مثلنا عاديين لا اعرف لماذا لا نرى المسؤوليين عدنا مثلنا …!!! لا مكان للخوف والقلق عند اللقاء معهم لأنهم ليسوا محاطين بحمايات ومنافقين قبل ان تتحدث يقومون بانتقادك او اسكاتك …كان للسيدة ميركل مرافقين اثنين فقط ليس لهم علاقة بمضمون الحديث معها ، قبل الحديث معها استأذنت احدهم لكي يفسح لي الطريق لكي اصل للمستشارة ، تحدث معي بلطف وسألني ، هل بأمكاني أن أساعدك وأعطي الرسالة لها ، قلت له شكرا ، أود التحدث معها وبعدها سوف أعطي لها الرسالة بشكل شخصي ، أعتذر مني وقال لي تفضل … انهم يفعلون كما يفعلون الحمايات والمرافقين عندنا في العراق والشرق الاوسط …..شكد عيب ….
هناك من كان يريد ان يلتقط صورة معها وهناك من كان مثلي يتحدث عن هموم ومعاناة شعبه وهي مستمعة ومتفاعلة مع الجميع ..
تحية لك سيدتي وانت تغادرين منصبك، وقد كانت فترة ادارتك للبلاد والعباد خير من الف الف مسؤول عراقي وشرق اوسطي
تحية لك سيدتي على نزاهتك وحبك للانسان واحترامك لحقوق الانسان والدفاع عن اللاجئين واحتضانك لهم …
تحية للشعب الالماني الطيب الذي قدم لنا ما لم تقدمه الحكومات المتعاقبة في العراق في احترام حقوقنا وصيانة كرامتنا …
اخيرا الصورة ليست بكامرتي انها من صفحة الاتحاد الديمقراطي المسيحي نشرت في مواقع حزبهم انذاك ..
للاطلاع على الرسالة التي سلمت للمستشارة الدكتورة انجيلا ميركل اليكم الرابط …
كامل زومايا
3/كانون الاول /2021
بوخم / المانيا