مريم نزار حنا الديراني – توقيع كتاب المجموعة القصصية “ضوء أزرق من آخر النفق”
حفل توقيع كتاب القاصة مريم مجموعتها القصصية “ضوء أزرق من آخر النفق”
شهد مساء يوم الثلاثاء الذي صادف 26 تشرين الأول / نوفمبر، حدثاً ثقافياً لافتاً في عالم الأدب والقصة القصيرة في مدينة ملبورن الاسترالية، حيث أقيم حفل توقيع الكتاب الأول للقاصة الشابة مريم نزار حنا الديراني تحت عنوان “ضوء أزرق من آخر النفق”. تم الحفل في احدى صالات لابيل بحضور عدد كبير من المثقفين والنقاد والفنانين، الذين جاؤوا للاحتفاء بهذا الإصدار الأدبي الذي يتسم بالعمق الإنساني والرمزية البصرية.
مقدمة الحفل
استهل الحفل بكلمة افتتاحية من القاص العالمي هيثم بهنام بردى، الذي أشاد بميلاد هذا الكتاب وتطرق إلى أهمية مريم كقاصة تمتلك أسلوباً خاصاً في تناول الواقع ومخاطبة الروح البشرية. وأشار بردى إلى أن مجموعة “ضوء أزرق من آخر النفق” ليست مجرد نصوص قصصية، بل هي بمثابة رحلة في أعماق النفس البشرية، حيث تصف الحكايات الآمال، والإحباطات، والمكابدة في أفق عالم مليء بالتحديات. كما سلط الضوء على الأسلوب السردي المميز لمريم الذي يمزج بين الفانتازيا والتصورات الواقعية في قالب سردي جذاب.
ثم جاء دور الفنان التشكيلي غسان فتوحي، الذي أبدع في رسم صورة لغلاف الكتاب كانت معبرة لمحتويات الكتاب عبر تقديم شهادة فنية في الحفل، حيث أكد على العلاقة بين الأدب والفن التشكيلي وخصوصاً كيف أن النصوص الأدبية الراقية قادرة على تحفيز الإبداع في مختلف الفنون الأخرى. وأشار إلى أن مجموعة “ضوء أزرق من آخر النفق” تمثل صورة مجازية مدهشة للعالم الداخلي للإنسان، وهي تجسد فكرة النفق المظلم الذي يتحول إلى شعاع من الضوء الأزرق، الذي يمنح الأمل في اللحظات الأكثر ظلمة.
كلمة والد القاصة نزار حنا الديراني
وفي لحظة مؤثرة خلال الحفل، ألقى والد القاصة، الكاتب والباحث نزار الديراني، كلمة عن ابنته. تحدث خلالها عن فخره واعتزازه بمسيرة مريم الأدبية، وركز على الجوانب الإنسانية التي تجسدها أعمالها الأدبية. أكد أن القصة القصيرة بالنسبة لمريم هي وسيلة للبحث عن الذات، وللتعبير عن معاناتها وآمالها في عالم معقد. كما أشار إلى أن هذه المجموعة تمثل خطوة هامة في مسيرتها الأدبية، مؤكداً أن مريم تسير على خطى الأدباء الذين يحرصون على نشر الوعي والثقافة بأسلوب رقيق ومؤثر.
وأشار نزار إلى أن “ضوء أزرق من آخر النفق” ليست مجرد مجموعة قصصية، بل هي نصوص تدعو القارئ للتأمل في مفردات الحياة الصعبة والمفارقات التي يعيشها الإنسان في عالمه المعاصر. ولقد تطرق إلى العلاقة المميزة التي تجمع بين مريم والأدب، حيث يرى فيها مزيجاً من الشغف والعمق الفكري الذي يعكس نظرتها الخاصة إلى الحياة.
حضور المثقفين والقراء
تميز الحفل بحضور نخبة من المثقفين والنقاد الذين أبدوا إعجابهم الشديد بموهبة مريم وقدرتها على الكتابة بلغة أدبية بليغة، وهو ما أسهم في خلق أجواء من الحوار والثراء الثقافي بين الحضور. كما تم التفاعل بشكل كبير مع قراءة بعض مقاطع من الكتاب التي ألقتها مريم نفسها، حيث كان صوتها يرتفع بين الحين والآخر لتعبر عن اللحظات التي عاشتها أثناء كتابة قصصها، وتحدثت عن تأثير التجارب الشخصية في تشكيل أفكارها الأدبية.
اختتم الحفل بتوقيع الكتاب وتبادل الآراء والنقد البناء حول المجموعة القصصية. عبر العديد من الحضور عن إعجابهم بالأسلوب الأدبي المتفرد لمريم، الذي يعكس مزجاً بين العمق الوجداني والقدرة على الإحساس بتفاصيل الحياة اليومية.
ختاماً
كان حفل توقيع كتاب “ضوء أزرق من آخر النفق” حدثاً أدبياً رفيع المستوى، حيث جمع بين الأدب والفن والثقافة، وخلق فضاءً حوارياً غنياً حول تجارب مريم الإبداعية في هذا الكتاب. ومع هذا الإنجاز، تؤكد القاصة مريم أنها على الطريق الصحيح نحو بناء مسيرتها الأدبية، وتظل مجموعتها القصصية الجديدة إشعاعاً من الأمل والإبداع في الأدب العربي المعاصر.