لعبة سكة حديد كوفيد19 – عماد هرمز
أيها المواطنون الكرام …شدوا الأحزمة على البطن، فعجلة لعبة سكة حديد كوفيد19 بدأت في طريقها الى الصعود، ولا مهرب لكم منها لأن لوحة التحكم ليست في أيديكم والذي يتحكم فيها لديه غاية معيّنة بدأت ملامحها تتوضح يوما بعد يوم.
هل سبق وأن جربت لعبة سكة الحديد (أو سكة الموت كما يُطلق عليها في بعض الأحيان) بالتاكيد هي لعبة تثير الفزع والرعب في القلوب خصوصاً أولئك الذين يعانون من قلب رهيف. فعربتها التي تقلّ مجموعة من الأشخاص مُحكمة على سكة من الحديد و تتبع مسارها الذي يتموج في بعض الأجزاء، صعوداً حاداً ويليها نزويلاً حاداً، ويلتف مسارها في أجزاء أخرى. وتنطلق العربة بسرعة كبيرة مُدخلة الرعب والفزع في قلوب البعض ولا أعرف كيف يجد البعض فيها مُتعة فتراه يحاول ركوبها عدة مرات.
هذا حالنا مع كوفيد19 هذه الأيام. فنحن في عربة مُحكمة ( البقاء في البيت) مُثبتة بإحكام على سكة من الفولاذ الصلب ( إغلاق وقيود صارمة) مصممة بشكل مدروس (خطة صحية). والراكبين في العربة في رحمة المُشرف على نظام التحكم بالعربة وسيرها والقابع في غرفة صعب الوصول إليها، فهي محمية بحواجز جسدية وقانونية. والمُشرف له صلاحية التحكم بنا كيفما يشاء. فتارة يرفعنا عالياً وتارةَ اخرى يرسلنا بسرعة شديدة نحو الهاوية (قاع السكة) فلوحة التحكم في السرعة وإتجاهها في متناول يديه وليس هناك من يُحاسبه.
ولاحقاً نكتشف بأن غاية المُشرف على غرفة التحّكم ليست كما تبدو في الوهلة الأولى في أنه يمنحنا فرصة الشعور بالرهبة أو الفزع الطفيف المؤقت، بل أن غايته هي أن يُرعبنا و يُجهدنا حتى نخضع له ونلبي طلباته. فتراه يُدير العربة كيفما يشاء وبدون وازع ضمير في بعض الأحيان حتى ينتاب البعض الشعور بالغثيان و يشعر البعض الأخر بالرغبة في التقيئ ويشحب لون الآخرين ويهبط ضغط البعض ويرتفع للبعض الآخر، ولا يُمانع المُشرف في أن يُغمى على البعض. و يقوم المُشرف على لوحة التحكم في متابعة وضعنا من خلال مراقبة ملامح وجهنا وتصرفاتنا ويقرر أي زر يضغط ليسيّر العربة بحسب تصرفاتنا، وهكذا تستمر العربة في دورانها وتكرار مسارها بدون توقف، بإنتظار اللحظة التي نستنجد فيها به ونناديه بصوتٍِ عالٍ قائلين (كفا كفا بالله عليك سنقوم بما تريدنا القيام به، كفا كفا، أوقف العربة). ليرد علينا مستهزأً وبوجه مُكشّر مَقيت (هل ستأخذون جميعكم لقاح كوفيد19؟) لنكرر ندائنا راجين عطفه (نعم نعم أي شيء تريده، أي شيء تطلبه منا) . ولن يرضيه هذا وسيطالب بسماعها من الإغلبية على ألاقل 70% – 80% وبصوت أعلى وبتوسل, فيستفسر قائلاً (ماذا؟ ماذا؟ لم أسمع ماذا قلتم! ) وسنكرر نداءنا من جديد سويةً وبصوت عالي متوسلين (نعم نعم نعم، سنأخذ اللقاح، سنأخذ اللقاح). وبعد سماعه لتوسلاتنا ونحيب البعض (الإكتئاب والتوتر والقلق والخوف)، وفقدان البعض لوعيهم (فقدان عقلهم) ، والإقتتال الذي يحصل بين البعض في العربة (عنف منزلي) والأخر رامياً بنفسه منتحراً ، تتغير سيماء وجهه، ليبتسم لنا ويضغط على بعض الأزرار ليوجه العربة نحو مسار الخروج ليوقفها لنا في المكان المُعدّ مسبقاً. وقتها سيكون قد هيأ ما يساعده على تحقيق مبتغاه في تلقيح الأغلبية منا،
وتراه قد حضّر لنا عند بوابة الخروج مجموعة من الأشخاص المفتولي العضلات، يوجهوننا إلى خيمة بيضاء كبيرة فيها أشخاص البعض بلباس أبيض والأخر بلباس أزرق والقاسم المشترك بينهما هو أنهما يرتديان الكمامات وواقي الوجه. وتندش من رؤية بأن الخمية البيضاء مجهزة بالأجهزة الطبية والمعدات اللازمة وأهمها بالتأكيد لقاح كوفيد19 المحفوظ في خزانات مبردة من الداخل وخارجها من رقائق الستيل اللامع للحفاظ على فعالية اللقاح بإنتظار أن نكشف عن عضلة ذراعنا وتهيئتها لتكون جاهزة لحقن لقاح كوفيد المُرعب للكثيريين ليأخذوه عنوة بهدف تحقيق الهدف المنشود وهو تحصين الشعب أو على الأقل أغلبيته، ولننشد بعدها مع بعضنا البعض أنشودة ياكوفيد لقّح لو كشّفنا عن ذراعينا تيمناً بأنشودة الحرب العراقية التي تغنى بها العراقيون آبان الحرب العراقية-الإيرانية (ياحوم إتبع لو جرينا).
المخزى من كتابتي هذه هي إيصال الرسالة التالية…. أصدقائي الأعزاء.. لا مفر من أخذ اللقاح … فلماذا التأخير والخوض في تجربة لعبة سكة الحديد (سكة الموت) … دمتم سالمين في أتم الصحة والعافية