كورونا… أيها الفايروس اللعين !! – عماد هرمز
خاطرة بقلم عماد هرمز
الكل يترقب يوميا وبانتظام أخبار شيء زلزل الأرض من تحت أقدام العالم من قطبه الشمالي إلى قطبه الجنوبي محاذياً لخطو الاستواء واعلاه واسفله، عبر البحار والمحيطات والقارات. شيء لا يعرف عنه الكثير وما هو منبعه، هل هو مخلوق طبيعي؟ أو مصنّع؟ كيف ينتشر؟ هل عن طريق الهواء، أو الرذاذ أو اللمس؟ وما هو مسلكه أو نمط حركته؟ كيف يتخفى وما هو اسلوبه في التخفي؟ فلازال هذا الفايروس اللعين، فايروس كورونا، يكشَر عن أسنانه بين فترة وأخرى في العالم، مُعلناً عن ظهوره بكل وقاحة ومُظهرا مرونته وقوته وقدرته على التحول، والتحور، والتملص، والاختباء ا في أجسادنا نحن البشر بدون علمنا ، ورغم علمه بانه غير مرحب به في أي مكان أو زمان. هذا الفايروس اللعين الذي أجبرنا على لبس كمامة الوجه ليكتم أنفاس البشرية ويحرمها من الهواء النقي، ويجعلهم يعيدون تصنيع هوائهم الخارج منهم. هذا الملعون الذي جعلنا نتحدث مكتومي الفم، نتكلم بأصوات مشوهه لأصواتنا. هذا الملعون الذي شوه أوجهنا فأصبحنا لا نستطيع تمييز الأخرين بسبب الكمامات. و الأنكى من ذلك أجبرنا على فراق الأهل والأقرباء والمحبين. جعلنا نتحدث عن بعد ، متر ونيف عن الذين معنا. حور طريقة تخاطبنا نحن البشر فيما بيننا ليجعلها تكون عبر الأثير بالصوت أو الصوة والصورة مستخدمين الأجهزة الإلكترونية. بهذا الغى هذا الفايروس اللعين أهم طرق التواصل بين البشر والتي هي أساس التعايش المشترك والاختلاط الإجتماعي بين البشر في هذا الكون. يا ترى لماذا يظهر للبعض ويختفي للبعض؟ لماذا لا يتقرب للأطفال؟ أم أنه يصيب الأطفال ثم يفضل الانتحار داخلهم لكيلا يؤذيهم؟ هل هو محب للأطفال؟ أم أنه طفل هو أيضاً لا يرغب بإيذاء من هم من جيله؟ هل معناه أنه يكره كبار السن ولذلك يقتلهم؟ ويبدوا أن هذا الفايروس ذو مزاج خاص، فتراه تارةً لا يظهر أي أعراضاً على الشخص الذي يستقبله ويوفر له مأوى عنوة وبدون علمه، فلا يترك أي دليل أو مسار قد يدل أو يكشف عن مكان وجوده وحيّز انتشاره. يا له من فايروس ذكي والأدهى من بين بقية الفايروسات. وتراه تارةً اخرى معلناً عن شراسته ووطئه الثقيل والمؤذي والمميت لبعض الأشخاص الضعفاء والكبار في السن بدون شفقة أو رحمة لمن يختار أن يكون ضحيته. فيمنحه ارتفاع الحرارة وفقدان حاسة التذوق والشم وصعوبة التنفس. يا لك من فايروس حقير. المضحك في الأمر أن هذا الفايروس الملعون، يعطي أملاً للحكومات والبشرية باختفائه المؤقت، مموها الجميع وخادعاً الكل بأنه تم القضاء عليه أو زال من الوجود، فتقرع أجراس الكنائس وتؤذن المساجد وتقدح الأفواه بالتسبيح لخالق الكون والبشرية، شاكرين إياه وكل من كان له يد في القضاء على هذا الفايروس اللعين. فتحتفل البشرية بهذا الانتصار العظيم، فتفتح قناني مشروب الشامبانيا ويسكر البعض ويرقص الأخرين معانقين البعض عائدين إلى طبيعتهم الأنسانية. يا ألله لقد زال هذا الكائن اللعين. وفجأة يظهر الفايروس من جديد وكأنه اخذ وقت للراحة، فتخفى وتحصن جيداً في مكان معيّن ليعيد حساباته وليدرس البشرية بشكل أفضل ويدرس طرق محاربتها له وتحضير معداته واجهزته ليحاربها هو أيضا. ربما احتّاج وقت ليتمعن ويفكر ويتأمل في تصرفاته وتصرفات علماء الأوبئة والأمراض المعدية، ليأتي باستراتيجيات مغايرة جديدة، ليضع خطط جديدة لكيفية الاختفاء والانتشار وأذية البشر وتدمير الشعوب ونشر الرعب والبلبلة والذعر في العالم. يا لك من فايروس حاقد! ماذا فعلنا لك لكي تكرهنا بهذا القدر وتفكر في أذيتنا هكذا؟ بالأحرى اعرف الإجابة على هذا السؤال، فانت فايروس وطبيعتك واحدى صفاتك ككائن غير مرغوب به هي الغزو ثم التطفل على الأخرين وإيجاد مسكن لك فيه لتتكاثر وتنتشر على أوسع نطاق، كما ننتشر نحن البشر ويزداد سكاننا في العالم بشكل خارج عن السيطرة. من أنت؟ وما هو مغزاك أو هدف أو غرضك من وجودك بيننا؟ هل أنت مدفوع علينا؟ من ورائك؟ ماذا تريدون منا نحن البشرية؟ هل أنت من الله لكي يوقظنا ويحذرنا وينبهنا من طريق الشر والمادة والطمع والغرور والكبرياء الذي يسلكه البشر هذه الايام؟ هل هي دعوة منه لإعادتنا إلى حضنه بإخافتنا من غرائزنا وملذاتنا وشهواتنا ويذكرنا بأنه قادر على كل شيء وبإمكانه فناءنا إذا رغب بذلك وفي أي وقت يشاء؟أم أنت من الشيطان لكي يرينا بأن خطواتنا تسير باتجاهه ونحن نحذوا نحوه وبأننا تقترب منه نحو النهاية المحتومة والهاوية الحارقة لجهنم ، لنقع جميعنا في أحضانه وندمر البشرية بأيدينا؟ فهو يعلم بأننا أبناء الله وهو يتمنى أن ينتقم من أبانا السماوي بقتل أبناءه الذي يحبهم الرب كثيرا ً وضحى بأبنه الغالي المسيح له المجد لأجلهم وفداه لخلاصهم. أم أنت صنيعة مجموعة من أشخاص مرضى بشتى أنواع الأمراض النفسية والعقلية تتراوح بين السادية والنرجسية، ولكن للأسف هي مجموعة لها سلطة غير متناهية ونفوذ كبير وواسع حتى على الملوك وقادة الكنيسة الكبار يمكنها هذا من القيام بما تشاء وبدون محسوبية أو رادع لإخضاع البشرية تحت سيطرتها لتتحكم بهم كما تشاء وتبعدهم عن انسانيتهم وتجعل منهم كائنات ذو شأن ومستوى أقل من أي حيوان؟ هل هدفهم هو اقتصادي مادي بحت يهدف إلى السيطرة المالية على العالم ليتحكموا في مصير البشرية وسلوكها ليوجهونها حيث يرغبون مستخدمين اسلوب الترهيب والترغيب؟من أنت أيها الكائن اللعين؟ هل لك ان تجيب على اسئلتي أيها الماكر المخادع.دمتم سالمين في أتم الصحة والعافيةاخوكم عماد هرمز (يرجى التعميم والمشاركة إذا أمكن)