أعلن معنا... أعلن معنا...
مقالاتمقالات ودراسات نقدية و بحوث

في انتخابات الكوتا…أكبر الخاسرين هما الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري – كامل زومايا

نصبت الحركة الديمقراطية الآشورية العداء للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري منذ تأسيسه في ٢٠٠٧ وهذا العداء سببه دخول المجلس في تنافس لكسب الشارع الكلداني السرياني الاشوري الذي كان محصورا تقريبا للحركة الديمقراطية الاشورية ، وكما هو معروف، إن المجلس الشعبي تأسس في ظل دعم كبير من قبل الشخصية القومية لشعبنا الاستاذ سركيس أغاجان ..

ان العداء غير المسؤول خلق خلل بنيوي في حياة شعبنا وجعل مسألة عدم توحيد الصفوف في الدفاع عن قضايا شعبنا ومطالبه في لغط واستنزاف لجهود من خلال قذف التهم والتخوين ، وكان يمكن استثمار هذا الجهد المبذول في تحقيق مطالب شعبنا ….

بدأت الحركة الديمقراطية الآشورية،  تثقف في الوطن والمهجر ضد المجلس الشعبي  بحج وتهم جاهزة  ( التبعية ، عدم الاستقلالية، القريب من الكورد ومن الحزب الديمقراطي الكوردستاني تحديدا … الخ من التهم والاقاويل ) بالوقت الذي لو حكمنا عقلنا قليلا ونناقش  الأمر بشكل نقدي موضوعي  وبضمير يتحسس الالام شعبنا ، كان علينا أن نسأل انفسنا سؤال  بعيدا عن التخوين والتهم الجاهزة  ولا نصبح كالببغاء نكرر عبارات دون ان نفكر بها لنخلق جوا متوترا بين ابناء الشعب الواحد .. كنا نصل الى نتائج افضل على الصعيد القومي والحصول على احسن النتائج على الساحة العراقية والكوردستانية ، لو كنا نفكر بشكل واقعي وسياسي في استثمار وتوحيد جميع القوى على الساحة ويبقى السؤال  هو……

ما هي الخطوات التي أقدمت عليها الحركة الديمقراطية الآشورية على الصعيد القومي ووقف المجلس الشعبي ضدها ان كان على الصعيد الشعبي أو  تحت قبة برلمان كوردستان العراق أو في مجلس النواب العراقي؟؟؟؟هذا اولا ….

ثانيا،   هل طرحت الحركة الديمقراطية الآشورية  أفكار مشاريع أو دعت الحركة الى تنسيق وتوحيد للجهود  والمجلس الشعبي رفض ذلك ؟؟؟؟

ثالثا ، هل المجلس الشعبي  كان له موقفا سلبيا باتجاه  الحركة الديمقراطية الآشورية وتحالف ضده مع الاخرين وبالاخص مع  الكورد ؟؟؟

عندما نشكك بمواقف الآخرين  علينا ان نمتحن مواقفهم وليس عبر التهم الجاهزة والتصورات  الجاهزة ، فالقضايا المصيرية في حياة شعبنا هي مسؤولية الجميع وعلى هذا الأساس تأسست الحركة الديمقراطية الآشورية بالنضال من أجل الأعتراف بالوجود الآشوري …أليس كذلك ..؟؟ ألم يكن هذا المطلب الذي يسبقه النضال من اجل نظام ديمقراطي فدرالي  في العراق كان هدف الحركة وعليه تأسست في ثمانينات القرن الماضي ..!!!!

ثم ألم تشترك الحركة الديمقراطية في تشكيل حكومات اقليم كوردستان بعد الانتفاضة 1990 واستوزره رابي يونادم والطيب الذكر يونان هوزايا وزارات في حكومة اقليم كوردستان ؟ فلماذا هذا الكيل بالمكيالين ؟؟؟؟    ويبقى السؤال الذي علينا الإجابة عليه ، أين تردد أو تخلف  المجلس الشعبي في اتخاذ مواقف بقضايا شعبنا المطلبية أو التي لها علاقة بالوجود القومي واستقلاله السياسي  ..؟؟ لكي نكون اكثر صراحة لنتحدث بشكل مختصر عن تلك القضايا الاساسية والمصيرية في مستقبل شعبنا والتي مازالت من الامور المهمة التي يجب النضال من اجلها وندرجها على شكل تساؤلات وعلى شكل التالي  :-

١-  هل تقاعس المجلس المجلس الشعبي بخصوص  الاراضي المتجاوز عليها في اقليم كوردستان وعمليات التغيير الديموغرافي لمناطق شعبنا في سهل نينوى وعموم العراق؟؟؟

٢-  هل تقاعس المجلس الشعبي بالمطالبة بالهدف القومي بالاعتراف بالوجود لشعبنا وحماية خصوصية شعبنا من خلال المطالبة بالحكم الذاتي..؟

٣ –  هل كان موقف المجلس الشعبي له موقفا سلبيا بخصوص المطالبة باستحداث محافظة في سهل نينوى..؟

٤-  وكذلك المطالبة بجعل الاول من نيسان يوم رأس السنة البابلية الآشورية؟؟

٥- وكذلك المطالبة بتغيير علم اقليم كوردستان لينسجم ويعكس التنوع القومي لاقليم كوردستان وكذلك الامر بخصوص العلم العراقي

٦-  وكذلك المطالبة في إعادة ومراجعة المنهاج التربوية  بما ينسجم مع احترام حقوق الانسان والإقليات وخاصة في كتابة سير حياة بعض الشخصيات مثل المجرم سمكو ؟؟؟

٧- وهل كان المجلس الشعبي  عائقا في توحيد الخطاب القومي تحت أي مسمى لنكون واحد…؟؟؟؟

وهناك قضايا اخرى ، كل هذه الامور كان المجلس الشعبي يطالب بها ويطالب الاخرين ومنهم الحركة الديمقراطية الآشورية في  التنسيق والتحالف من اجل توحيد الجهود في خدمة شعبنا ، الا إن الحركة كانت دوما تشكك بمصداقية المجلس الشعبي وتكيل الاتهامات وهذا الامر ادى الى استنزاف الجهود لكليهما الى جانب ان شعبنا لم يعد مؤمنا بالمشاريع القومية  التي يطلقها المجلس الشعبي ولا الحركة الديمقراطية الآشورية مما ادى ويؤدي في الايام القادمة الى تشرذمنا اكثر مما نحن فيه الان لعدم ثقتنا بالشخصيات التي في قيادة تلك الاحزاب والمؤسسات …

من جانبه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري لم يكن موفقا منذ تأسيسه ولحد  الأن في اختيار اعضاءه  بشكل صحيح   لقيادة المجلس الشعبي للدفاع عن قضايا شعبنا الا ما ندر ، بالرغم من الدعم المالي اللامحدود من قبل الاستاذ سركيس اغاجان للمجلس الشعبي الذي  لم يتم استثماره بشكل صحيح ، وأن ما حصل عليه المجلس الشعبي خلال السنوات الماضية من مقاعد في اقليم كوردستان العراق ومجلس النواب العراقي لا تتناسب ولا تعبر عن  امكانية المجلس الشعبي الحقيقية وذلك  بسبب الاداء الضعيف من قيادة المجلس الشعبي….

كما إن المجلس الشعبي في السنوات الماضية ولحد الان  كانت اختياراته للشخصيات المرشحين والمرشحات غير موفقة الا ما ندر….و في كل دورة  يضخ بشخصيات غير سياسية وغير مهتمة اصلا بقضايا شعبنا… هذه كانت ومازلت سمة لا تعبر عن نضوج  سياسي في مسيرة المجلس الشعبي … الى جانب ذلك لم  يكن المجلس الشعبي متابعا لممثليه في برلمان اقليم كوردستان ولا ممثليه في مجلس النواب العراقي ، وكما هو معروف ان اعضاء المجلس تنتهي علاقتهم بالمجلس حال انتهاء دورتهم البرلمانية…..

الذي اود قوله ، ان هذا التخبط في الاداء من قبل الحزبين ( الحركة والمجلس الشعبي ) والصراع غير المسؤول فيما بينهم ، جعل الآخرين يطمعون في إيجاد موطىء قدم وساق في الشارع  الكلداني السرياني الآشوري بل انهم في بعض المفاصل في مناطق شعبنا اصبحوا قوى مؤثرة في تلك المناطق ، واصبح فوزرهم بمقاعد الكوتا امرا سهلا بسبب ضعف القوى الشعبية وغياب التنسيق لصالح الآخرين  ….

تفصلنا عن الانتخابات تقريبا ثلاثة اسابيع كان من المفروض على جميع احزاب وموسسات شعبنا التنسيق فيما بينهم منذ الدورة السابقة ، لأن  هناك من خارج البيت متصيد لاوضاع مؤسساتنا بما فيها من ضعف ووهن في العمل السياسي نتيجة تقديم المصالح الشخصية على مصالح ومطالب شعبنا ، فبدأت بأستغلال ضعفنا على المستوى السياسي لتفوز بمقاعد هي ليست ضمن حصتها اصلا ….

كان المفروض ومايزال ان يكون هناك دراسة للمشهد السياسي العراقي والاقليمي ومدى انعكاس تلك الاجندات على واقع شعبنا فنحن الحلقات الضعيفة التي يمكن تهميشنا وطردنا اذا استمرينا بهذا التشرذم ..

نقول ان الفرص لا تأتي في حياة الشعوب والأشخاص دوما ،  وعندما نتمرد ونركل تلك الفرص باقدامنا،  فسيضمرلنا التاريخ من اخبار ووقائع لا تسر لا حبيب ولا صديق ….

في ظل هذه الظروف والانحدار الذي نحن فيه فأن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية الخاسرين الوحيدين من نتائج الانتخابات المقبلة ويستحقون ذلك لانهم لم يتعاملوا مع المشهد السياسي العراقي بكل جدية ….

 لا تلوموا الآخرين لانهم يسرقون  اصواتكم فالبيت المتروك بلا حراس يعلم السارقين وضعاف النفوس حتى وان كانوا من ابناء شعبنا على هدم الدار وبيعه قطعة قطعة كما يحدث الان في سهل نينوى والكل يعرف ويعلم وساكت على ذلك … ماذا تنتظرون هل الحقوق تنزل من السماء …؟ 

كامل زومايا

عنكاوا 21 ايلول 2021

كامل زومايا

كامل زومايا هو ناشط في مجال حقوق الأنسان والأقليات و رئيس منظمة أوتو لحقوق الانسان في العراق.
زر الذهاب إلى الأعلى

Sign In

Register

Reset Password

Please enter your username or email address, you will receive a link to create a new password via email.