أعلن معنا... أعلن معنا...
مقالات

الكاظمي وايفان فائق ..الصمت افضل… !! – متي كلو

متي كلو

“الكذب  يشوهك.. كن صادقا او اصمت!!”

في الوقت الذي يقوم  به مجموعات من الشباب  مغادرة العراق الى ليتوانيا هربا من الظروف الصعبة التي يعيشها العراق، وفي الوقت الذي يمنع عودة الالاف من  المهجرين الايزدية الى ديارهم  بسبب عدم توفير الخدمات، وتوتر الوضع الأمني، والخلافات العشائرية والدينية في مناطقهم الأصلية وفي الوقت الذي يمنع المئات من اهل جرف الصخر العودة  إلى  اراضيهم وبساتينهم الزراعية وتحولت مناطقهم الى معسكر بادارة فصائل  مسلحة ومنها مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية، يخرج الينا  مصطفى الكاظمي  رئيس مجلس الوزراء العراقي  مرة اخرى داعيا المسيحيين العودة الى العراق، عند استقباله  وفد مطارنة الكنيسة الكلدانية  برئاسة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، الذي ضم عدداً من المطارنة “مؤكدا” التقديم الكامل لتسهيل العودة والاستقرار، وهذه الدعوة تذكرنا بتصريحات وزيرة الهجرة ايفان فائق، عندما قامت بدعوة المسيحيين في الخارج وطلبت منهم “ان يرزموا امتعتهم ويعودوا لاحضان وطنهم”.
هذه الدعوات ليست سوى دعوات لا تعبر عن الواقع الذي يعيشه العراقيون في الوطن، وهذا ما اكدته ايفان فائق عندما قالت” “إن ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل ماتزال منطقة غير آمنة، فكيف نتحمل مسؤولية إعادة النازحين إليها”، كما اطلق  ايضا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في وقت سابقً تحذيرات بخصوص وجود المسيحيين في البلاد، معتبراً أنّ وجودهم “ما زال مهدداً”، وأكد “استمرار عمليات الاستهداف والتهديد والاضطهاد التي دفعت بتناقص أعداد المسيحيين عما كانت منذ ما قبل سنة 2003”.
سبق وان كتبنا اكثر من مقالة حول هذه الدعوات، كما كتب غيرنا، ان اكثر ما يثير الحيرة والغرابة،  بان هذه الدعوات ليست سوى اكاذيب وخدع سياسية لم تعد تنطلي على المسيحيين فقط بل على ابسط ابناء الشعب  في الوطن او في المغتربات  سواء قبل  2003 هربا من النظام السابق  او بعد الاحتلال الامريكي ثم الاحتلال الايراني.
ليس هنا سرا او حلما يراود العراقيين الذين اغتربوا عن وطنهم قسرا عن ترقبهم بالعودة الى مسقط راسهم ومرتع صباهم  وازقتهم ومدنهم وقراهم ، وينبغي الآن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الموضوع، هل عم الاستقرار والامن في  العراق، لكي يدعو مصطفى الكاظمي ووزيرته ايفان فائق  العودة الى العراق!هل تلاشت اسباب هجرة المسيحيين الى الشتات! هل انتهت التنظيمات الارهابية  وجرائم الاستهداف والتضيق التي شاركت بها مليشيات وفصائل مسلحة  لاحزاب دينية ومذهبية التي كانت سببا رئيسيا لمغادرة المسيحيين بعد عام 2003 والذي قدر عددهم بمليون مواطن! والجميع يعلم بان تلك الميلشيات والفصائل مازالت تهيمن على الساحة العراقية بكافة فصائلها  ، ومازال السلاح المنفلت بيد تلك المليشيات وفصائلها  والتي لم تستطيع حكومة الكاظمي حصره بيد الدولة  وايفان فائق من ضمن هذه الحكومة!! وسؤالنا الاخر الا يعلم  الكاظمي ووزيرته ايفان فائق   بان  التقارير الدولية  الصادرة من المنظمات الدولية صنف العراق بالمرتبة 160 عالميا من حيث الفساد!!  هل يعلم الكاظمي ووزيرته  بان العراق ضمن المناطق المعرضة للمجاعة بعد دخولهما حالة “انعدام الأمن الغذائي”. وهل وفت حكومة الكاظمي بالوعود التي  قطعتها والمتمثلة في محاسبة المتورطين في أعمال الفساد واسترجاع المال العام المهدور ام مجرد اقوال بدون افعال!! هل يعلم الكاظمي بان العراق  خسر 450 مليار دولار من جراء الفساد نقل ثلثها إلى خارج البلاد، منذ العام 2003، اي ما يساوي نصف عائداته النفطية،هل يعلم  السيد الكاظمي بان كوتة”المسيحيين” سرقت من قبل الحيتان الكبيرة الفاسدة  في العراق! وانت  تعلم  يا سيادة رئيس مجلس الوزراء، بان ايفان فائق لو  لم  تقدم  الطاعة والولاء لاحدى الكتل الكبيرة لما  وافق  البرلمان على تسلمها حقيبة الوزارة! 
لابد ان  نقول للكاظمي  ووزيرته ايفان فائق، ان الوضع في العراق منذ سقوط النظام السابق يزداد سوءا و فسادا، ولم يرى اي عراقي في الوطن او في الشتات،  بصيص من الامل في اعادة الامن  في ربوعه، وحكومته لا تقل سؤءا عن الحكومات التي سبقته،واستمر المواطن العراقي يدفع ثمن السياسة  التي تتزعمها الاحزاب الاسلامية  ومليشياتها في  البرلمان او حكومته التي قضت على الغليان الشعبي  في ساحات بغداد والمحافظات!
في ختام مقالنا هذا، نود ان نقول للكاظمي، اولا اقنع احد اقاربك بالعودة  وليكون مثالا للاخرين، اما الوزيرة  ايفان فائق، فلها المئات من ابناء” جلدتها ” مغتربون في الولايات المتحدة الامريكية،  فليس لنا سوى التحدي لو استطاعت ان تقنع احد من هؤلاء “الاقرباء”بالعودة الى العراق، كفى  كذبا ودجلا ومزايدات  باسم الوطنية وحب الوطن وانتم من يسرق الوطن وينشر  الفساد،  واصبحتم غطاء للفاسدين جميعا واصبح اليوم من في الساحة السياسية  ليسوا سوى  ابواق  ينفذوا ما يملئ  عليهم مقابل حفنه من المال او المنصب والصمت افضل!!

متي كلو

كاتب واعلامي - اختار الصحافة والمواقع الالكترونية لينشر مداد محبته وخزا فكتب العشرات من المقالات الثقافية والسياسية والاجتماعية واجرى حوارات عدة مع عدد من رموز الثقافة والادب والسياسة والفن وغيرها في الصحف المحلية الاسترالية للمزيد من المعلومات عن الكاتب يرجى زيارة صفحته في خانة "كتاب الرافدين"
زر الذهاب إلى الأعلى

Sign In

Register

Reset Password

Please enter your username or email address, you will receive a link to create a new password via email.