توقّعات بإرتفاع عدد الإصابات والوفيات نتيجة كوفيد19 عند تطبيق خطة خارطة الطريق للخروج من أزمة كوفيد19 – عماد هرمز
بقلم عماد هرمز
يستغرب الكثير من الأشخاص من تزايد في عدد الإصابات بمرض كوفيد19 بوجود الإغلاق. فقد يتساءل شخص ما ويقول: “لماذا هذا التزايد في عدد الإصابات والوفيات بكوفيد19؟ رغم أن الإغلاق لازال قائم وقيود الحركة بأقصى إحكامها وإرشادات وتوجيهات السلامة والآمن تُطبّق، فلازال حظر التجوال ومنع التجوال وقطع الزيارات ومحدودية الأشخاص في موضع التنفيذ وفرض ارتداء الكمامات ومسافة الابتعاد الآمنة بين الأشخاص لازالت تطُبّق .. الخ.
في البداية يجب أن نتفهم الوضع الحالي لفايروس كورونا وتحويراته لكي نشخص العلة ومصدرها وبالتالي نوجه لومنا إلى من يستحقه. ربما قد سمع الكثير عن تحور الفايروس إلى عدة أشكال أو متغيرات. وهذا التحوّر هو إحدى قوانين الطبيعة الأزلية والذي بموجبه يُمارس مبدأ البقاء للأصلح والأقوى وللذي يتأقلم بشكل أفضل.
لنأخذ على سبيل المثال البشرية، فالإنسان (نحن) مررنا بظروف صعبة وواجهنا تحديات كبيرة جمة في بعض الأحيان قاتلة ومدمرة للبشرية لكن طبيعة جسمه الإنساني المُقاوم والمُحب للعيش أستمر في المقاومة ضد الفايروسات والأمراض والأوبئة المؤذية أو حتى الفتاكة منها والكوارث الطبيعية بهدف البقاء على كيانه ووجوده. وبالفعل استطاع الأنسان اجتياز كل العوائق والعواقب التي وقفت بطريقه لتواصل البشرية وجودها وازدهارها لهذا اليوم. وكما قلنا هذا المبدأ ينطبق على الفايروس الذي هو كائن حي يتأقلم ويتغير ويتحور ليظل موجوداً في هذا العالم بقدر المستطاع إلى أن تتكاتف البشرية جمعاء للقضاء عليه وهذا ما تقوم به البشرية هذه الأيام للقضاء على فايروس كورونا.
لنعود إلى يومنا هذا وإلى استراليا بالتحديد. فبعد أن اتفاق الحكومة الفيدرالية الأسترالية مع حكومات الولايات الأسترالية بإيقاف العمل بالمبدأ الذي عملت به حكومات الكثير من الولايات في استراليا وهو القائل بالقضاء التام على فايروس كورونا أي الوصول إلى هدف أ، تكون ولاية ما خالية تماماً من كوفيد19.
فمؤخراً وصلت دول العالم إلى قناعة بأن الفايروس باقي إلى إشعار آخر ويجب التعايش معه ومعاملته كبقية الفايروسات الأخرى مثل الإنفلوانزا. وهكذا تم استبدال سياسة القضاء على فايروس كوفيد19 إلى سياسية تقتضي بالتعايش مع الفايروس وتخفيف عواقبه بأقصى ما يمكن. ووضعت الحكومة الفيدرالية بالتشاور مع الولايات الأخرى ما يسمى بخطة طريق للخروج من أزمة كوفيد19 والتي تنص على أن تشن الحكومات حملة لترويج تلقي اللقاح بهدف إيصال نسبة متلقي لقاح كوفيد19 بالكامل (أي الجرعتين) إلى 80% ووقتها ستقوم الولايات بإنهاء الإغلاق الذي يُفرض على عدة ولايات وإلغاء القيود. وهذه الخطة مستندة على نموذج لتوقعات مستقبلية وضعته عدة مؤسسات.
وقد صرح قادة عدة ولايات في تصريحاتهم الصحفية الشبه يومية لبعض الولايات، بأنه من المتوقع بعد تطبيق خطة الطريق الجديدة، إلى تفشي الإصابة بكوفيد19 في صفوف الشعب وارتفاع في عدد الضحايا. مع ذلك تتوقع الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات بأن رغم تفشي الفايروس بشكل واسع النطاق في صفوف الشعب، فأن الحكومات تأمل في ألا يكون وقع الإصابات أو تأثيراته كبيراً على الشعب الذي أغلبيته قد تحصن بلقاح كوفيد19. وهذا معناه أن أغلبية الشعب إذا لم يكن بأكمله سيكون عرضة للإصابة بكوفيد19، لكن أعراض وعواقب الإصابات تكون طفيفة وغير خطرة وهذا معناه أن عدد الإصابات أو سعة الانتشار في أوساط الشعب سوف لن تشكل ضغط كبير على النظام الصحي في الولايات.
ولهذا نشاهد توجه حكومات الولايات في منهجها الجديد في تطبيق خطة طريق الخروج من أزمة جائحة كوفيد المتمثلة بتشجيع الشعب على تلقي لقاح كوفيد بالكامل وكذلك حصر انتشار الفايروس بقدر المستطاع (إجراء فحوصات كوفيد19 عند الشعور بأي عرض صحي) خلال فترة تلقي المواطنين للقاح لحين الوصول إلى نسبة 80% من متلقي اللقاح.
وهكذا الزيادة التي نشهدها في عدد الإصابات بكوفيد19 هي متوقعة، بل يتوقع ارتفاع كبير يصل العدد بالآلاف وارتفاع في نسبة الوفيات عند إنهاء الإغلاق في الولايات وإلغاء القيود. حيث من المتوقع أن يُصاب كل المواطنين بهذا الفيروس. لكن التحصين ضد كوفيد19 سيخفف من شدة المرض وخطورته على الشخص وبالتالي تكون الحاجة إلى ادخال المرضى إلى المستشفيات أقل.
وعليه ليخرج الشعب من هذه الأزمة بأمان وسلام بقدر المستطاع، على المواطنين القيام بشيئين أساسيين. تلقي اغلبيه المواطنين (والأفضل جميع المواطنين) لقاح كوفيد19 بالكامل (بجرعتيه) والشيء المهم الآخر هو الخضوع لفحص كوفيد19 حالما يشعرون بأي أعراض في الوقت الراهن لغاية ما نصل إلى بر الأمان في أن يكون أغلبية الشعب أو على الأقل 80% منه قد حصل على لقاح كوفيد.